الخلاصة:
شهدت إعلانات الخدمات العامة الصادمة على مستوى العديد من دول العالم خلال العقود القليلة الماضية انتشارا و رواجا كبيرا، فبدأ المعلنون ينظرون إليها على أنها وسيلة فعالة يمكن عن طريقها لفت الانتباه والإقناع و التير، وذلك باستخدام الصور المروعة للتخويف أو الرسائل الجريئة أو الاستفزازية، ومع زيادة المنافسة في مجال الإعلان اتجهت الكثير من المنظمات الغير قابلة للربح إلى توظيف الصدمة في إعلاناتها، للرفع من تقدیر و قوة الإعلان ولزيادة الوعي وتغيير السلوك حول القضايا الإجتماعية المختلف، وخاصة بالموضوعات المتعلقة بقضايا الصحة أو الوقاية من الإصابات متل ضرورة ربط حزام الأمان أثناء القيادة ، والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي ونقص المناعة ( الايدز ) والتدخين أو القضايا الإنسانية مثل إساءة معاملة الأطفال أو العنف الأسري أو التحرش.
وقد ناقش رجال الإعلان والمسوقون والأطباء النفسيون وعلماء الاجتماع فاعلية الإعلان الصادم وقد وجدت أراء متضاربة حول فاعلية الإعلان الصادم فانضمت الأراء ماليين مؤيد ومعارض، ولأن العالم العربي أصبح مرشحة لهذا النوع من الإعلان طالما أنه حقق توسعة على المستوى العالمي بشكل واضح، فمن هنا تظهر مشكلة البحث والتي يمكن تلخيصها في محاولة الاجابة على التساؤل الأتي :
كيف يمكن الاستفادة من عنصر الصدمة في تصميم اعلان الخدمات العامة في مصر بشكل ناجح وفعال لتحقيق أعلى درجات جذب الانتباه إلى الإعلان و التأثير والإبهار لتحقيق أهداف الإعلان ؟ ويهدف البحث إلى لفت انتباه وتشجيع الجهات والمؤسسات المعنية بإعلانات الخدمات العامة بمصر، إلى إمكانية توظيف عنصر الصدمة في تصميم إعلان الخدمات العامة، وتقديم حلول لمشكلات المجتمع والتي تعتبر من أهم أهداف تلك الجهات والمؤسسات للاستحواذ على عين وذهن المتلقي لأطول فترة ممكنة لتحقيق الغرض من الإعلان ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي لبعض من نماذج إعلانات الخدمات العامة سواء العربية أو العالمية التي وظفت الصدمة في محاولة لإيجاد مجموعة من المعايير التي يتبعها مصمم الإعلان للوصول إلى إعلان ناجح باستخدام الصدمة يليه عمل استبيان على نماذج إعلانية مصرية وأجنبية لنفس موضوع الإعلان ( أخطار التدخين ) للمقارنة بين قوة الصدمة المقدمة في النماذج الإعلانية المصرية والأجنبية و الوقوف على مدي تأثيرها على المتلقي المصري. وقد توصلت الدراسة إلى أن الإعلان الصادم هو سلاح ذو حدين فأحيانا يكون توظيف الصدمة في الإعلان مناسباً خاصة عند توظيفه حول مواضيع قضايا الصحة أو السلامة، وأحيانا يكون منفراً مع إحداث تأثير سلبي يترتب عليه تجنب العلامة التجارية