الخلاصة:
بدأ الإنسان في تعلم الرسم منذ آلاف السنين، قبل أن يعرف القراءة والكتابة على جدران الكهوف، وعلى سفوح الجبال المحيطة به وظلت عبر العصور لتكون شاهدا على تطورة مرورا بعصر الفراعنة "العصر الذهبي لفن التصوير الجداري" حيث تمتلك مصر تاريخا حافلا من التراث والفنون والحضارة العريقة التي لا مثيل لها في أي مكان أخر على وجه الأرض بصفة عامة وفن التصوير الجداري بصفة خاصة. ثم العصر اليوناني والروماني ثم امتد هذا الاهتمام بفن التصوير الجداري حتى العصور الإسلامية التي كانت تهتم بتزيين المساكن بالتصوير الجدارية. وتواصل العطاء للتزيين بأعمال جدارية للكثير من الفنانين التشكيليين المعاصرين الذين قاموا بتسجيل انطباعاتهم وأفكارهم وتطلعاتهم، وكل ما تقع عليه أعينهم من مظاهر عمارة تقليدية تجمع بين البناء والتوظيف الجمالي.
ويعتبر فن التصوير الجداري من أقدم الفنون التشكيلية على مر التاريخ منذ إنسان الكهوف حتى الآن وستظل من أكثر الوسائل الفنية تعبيرا عن الحقب التاريخية المتعاقبة ونظرا لأهمية هذا النوع من الفنون كوسيلة للتعبير عن مدى التقدم الحضاري للشعوب على مر العصور بصفة عامة وحضارة مصر بصفة خاصة فالأثار المصرية القديمة زاخرة بالكثير والكثير من الجاداريات التي تعبر عن الكثير من الموضوعات والحكايات منها قصص المعارك ومنها قصص خلات وصنفت الحضارة الفرعونية من بين أهم وأقدم الحضارات على مر التاريخ . ومن هنا كانت مشكلة البحث والتي تمثلت في الحاجة إلى توفر دراسة تاريخية تحليلية لفن التصوير الجداري في مصر الفرعونية وأثر تطورها على تصميم الجدارية الفنية الزجاجية المعاصرة .