xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يعتبر إفراد دراسة فنية متخصصة لمجموعة نادرة من المقاصير النحاسية بمنطقة وسط الدلتا يتم دراستها ونشرها لأول مرة من الأهمية بمكان، نظرا لقلة أعداد هذا النوع من المقاصير حول التراكيب فوق قبور الأولياء، بل وندرتها إذا ما قورنت بالمقاصير الخشبية، وربما يرجع ذلك إلى ندرة المادة الخام وكلفتها الاقتصادية علاوة على ما تتطلبه طرق الصناعة وأساليب تنفيذ العناصر الزخرفية من دقة ومهارات خاصة، وربما يفسر ذلك قلة أعداد هذه المقاصير وندرة ما وصلنا من توقيعات وأسماء الصناع.
وترجع أهمية هذه المجموعة من المقاصير النحاسية فضلا عن دقة صناعتها وثراء زخارفها وأساليب صناعتها، أنها تضم كتابات على قدر كبير من الأهمية التاريخية والفنية، تنوعت ما بين كتابات قرآنية وجنزية وعبارات دعائية وأشعار ونصوص تأسيسية شملت أسماء منشئين ومراكز صناعية وتوقيعات صناع وتسجيل التاريخ صناعتها بطرق مختلفة منها طريقة حساب الجمل والتقويم الهجري والتقويم الميلادي بالحروف العربية وبالأرقام الحسابية وهذه المجموعة من التحف المعدنية إنما ترجع إلى فترة زمنية واحدة تقريبا (الثلث الأول من القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي)، وتنحصر بمنطقة جغرافية واحدة هي منطقة وسط الدلتا، حتى يتسنى لنا من خلال الدراسة الوقوف على تطور واحدة من أهم الفنون التطبيقية في مجال صناعة التحف المعدنية في فترة زمنية محددة ومكان محدد، بغية إلقاء الضوء على حركة الفنون وتطورها في أقاليم مصر وبخاصة منطقة وسط الدلتا.
وهذه المقاصير على الترتيب التاريخي، مقصورة سيدي عبدالعزيز الدريني بقرية درين مركز نبروه بمحافظة الدقهلية (1320هـ/ 1902م)، ومقصورة سيدي سالم البيلي أبو غنام ببيلا بمحافظة كفر الشيخ (1323هـ/ 1905م)، ومقصورة سيدي عبدالله بن الحارث بقرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (1329هـ/1911م)، ومقصورة سيدي محمد عبدالرحيم بطنطا بمحافظة الغربية (1339هـ/ 1920م)، ومقصورة سيدي إبراهيم الخواص بسمنود بمحافظة الغربية (أوائل ق14هـ/ 20م)، وجميعها غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية
وقد اتبع البحث المنهج الوصفي الاستقرائي من خلال الدراسة الميدانية، تناولت الشكل العام للمقصورة وتصميمها وطريقة صناعتها و عناصرها الزخرفية وأساليب تنفيذها، واتبع المنهج التحليلى المقارن من خلال المصادر والمراجع، وقد أوصى البحث بضرورة تسجيل هذه المقاصير في عداد الآثار الإسلامية لحمايتها والحفاظ عليها.