الخلاصة:
قامت دعائم عمارة الفن الإسلامي على مبادئ فلسفية مرتبطة ارتباط مباشر بالعقيدة ، في سعيها الدائم لتحقيق التوازن والتكامل والانسجام بين الإنسان وذاته وغيره في النظام الكون ووفق مبادئ الدين الإسلامي, حيث إن الإبداع الفني الإسلامي بمفهومه الواسع ، هو محاولة الفنان أن يعبر تعبيرا جماليا في إطار عقيدته ، ولهذا الإبداع وسائل تواصل متعددة كانت المدخل الفلسفي والتطبيقي للكثير من العلوم التي ظهرت مؤخرا ومنها علم الأرجونومیکس، حيث ظهر الأرجونوميكس للتأكيد على أن إحتياجات الإنسان للأمان والعمل يجب أن تكون متضمنة بكفاءة في تصميم نظم العمل عبر تحقيق أفضل تفاعل بين الإنسان ومحيطه الفيزيقي , بمعني ان يكون الانسان هو محور التصميم وأهم أهدافه , وهو نفس هدف عمارة الفن الإسلامي والذي ارتبط ارتباط وثيقة بمصلحة الإنسان وحاجاته العائلية والاجتماعية وبطبيعته النفسية، وبقدرته على التفاعل مع البيئة، ولقد أوضح القرآن الكريم مركزية الإنسان في الحياة عامة، وفي بيئته: "وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ". (سورة النحل، الآية:12) ، وعلى هذا الأساس يمكن تحديد المشكلة في الحاجة إلى تحديد القيم الأساسية لفلسفة الفكر الأرجونومي وكيفية توظيفها في استحداث واجهات معدنية معاصرة في العمارة الإسلامية باعتبارها عمارة منبثقة من العقيدة الهادفة لراحة الإنسان.. و يهدف البحث إلى استكشاف سبل الاستفادة بالفكر الأرجونومي وفلسفة العمارة الإسلامية في استحداث واجهات معدنية معاصرة ., وتوصل البحث الى عدد من النتائج أهمها : إن تحقيق التكامل بين الأنظمة البيئية والفكر الأرجونومي في العمارة الإسلامية ساهم في إيجاد حلول ارجونومية تتسم بمرونة التشكيل والكفاءة الوظيفية وتتمتع بأشكال انسيابية وديناميكية تتوافق مع الخصائص البيئية, كما أن استخدام الخامات المعدنية الحديثة (الحديد المعالج - الألكومات) ساعدت على الخروج من الإطار التقليدي في الواجهات المعدنية لتقدم حلولا وظيفية وجمالية متعددة قائمة على الفكر الإسلامي الارجونومی.