xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يعد الفن الإسلامي، فن يعبر عن الروح الإسلامية، الروح التي استكملت مقومات صفاتها فجاءت رموزها مشحونة بخطاب يتعدى حدود الحواس والعقل ليعقد صلة وثيقة مع المطلق . وتفرد الفنان المسلم عن فناني الحضارات الأخرى، لا في اختزالاته وقدرته المتميزة في التصحيف والتجريد فحسب، بل في استبطانه العميق للروح والعمل على سحبها إلى عالم مقدس . فجاءت نتاجاته عبارة عن تجليات تخاطب الروح ، والفن الإسلامي فن قد انتزع من عالمه، الفوضى والعبث واللعب، فهو فن هادف، هدفه سحب المتلقي نحو المطلق، إن تلك النفائس الفنية التي خلفها لنا الفنان المسلم، ذات دلالة إسلامية بحته تؤكد جماليتها الروحية انما تنطوي على فكر إسلامي، فاتخذت أشكالها علاقات والوان هي امتداد لما شوهد سابقا ولكن بصيغة متطورة بفعل تطور الذوق بحيث تتلاءم مع العقيدة .
وبناء على هذا فأن للون دلالات تتخطى عالم الحواس والعقل لتصبح الحواس والروح عالم موحد فالعين (الرؤية) ترى والروح الرؤيا تتذوق، وحين تتذوق الروح فان الوجد يضيق عليها الخناق لتطلب عالمها الأول، فيصبح اللون هذا هو براق الروح في رحلتها اللانهائية للجمال المطلق ، لذلك فمن الأهمية دراسة اللون ورمزيته في الحضارة الاسلامية للوقوف على أهم الأسس والدلالات اللون في الحضارة الاسلامية ومن ثم تطبيقها في التصميم الداخلي ، لايجاد صيغة معاصرة تصلح لتطبيقها في الحياة المعاصرة ، حيث تتنوع عناصر التصميم الداخلي ما بين عناصر اساسية ومؤثرة ومكملة لتتكامل منظومة الفراغ الداخلي وبما يهيئ الظروف الملائمة والتي من شأنها تحقيق الراحة ، ويعد اللون من العناصر المكملة للتصميم الداخلي والذي يعد بمثابة النتيجة النهائية والتي من شأنها نجاح التصميم بأكمله لما له من دور أساسي في إبراز الخطوط والكتل والتكوينات المختلفة ، كما يتأكد هذا الدور في رد الأفعال الطبيعية لمستخدمي الفراغ الداخلي وتحسين أدائهم ، لذلك فأنه من الضروري تحقيق التوظيف الأمثل للون وبما يتناغم مع وظيفة الفراغ الداخلي وبما يحقق التأثيرات الفسيولوجية والسيكولوجية الإيجابية لمستخدمي هذا الفراغ ، مع مراعاة الخلفية الثقافية والتوجهات الفكرية لهم فضلا عن رغباتهم الفنية والجمالية