xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
يعتبر "الفكر التجريبي" هو صميم التجربة الفنية التي تجسد الأفكار وتبلور الإحساسات، حتى الخيالي منها، وتبدو في تآلف متكامل فتظهر المفاهيم التشكيلية الجديدة والعلاقات المستحدثة ويعتقد أن توافر تلك المفاهيم والأفكار والعناصر التشكيلية ترتبط بالخبرات الفردية المتنوعة وما تزخر به من ثقافات ومعلومات ورؤى فنية متجددة، لذلك فالتجريب بالمعنى الفني له دلالات معينة ثقافية وفلسفية نبحث عنها ونستوضحها في العديد من أعمال فن النحت البارز المعاصر.
فالتجریب موجود دائما على مر العصور في مجال الفنون عامة، وفي فن النحت خاصة، إلا أنه شهد تطورا كبيرة نظرا للتقدم العلمي والتقني الذي ظهر بشكل واضح في عصرنا الحديث وذلك لارتباطه بفلسفة العصر حيث تجددت وتطورت مجالاته وطرقه المتعددة، ونستطيع القول بأن فن النحت بصفة عامة من الفنون التي تميزت باستخدام طرق وأساليب المنهج التجريبي حيث تعددت من خلاله تجارب الفنانين و باستخدام خامات وتقنيات غير متعارف عليها في مجال النحت البارز بصفة خاصة، ومن خلال ذلك يمكن القول بأن فن النحت البارز أصبح مجالا لإثراء المنهج التجريبي الذي هو صميم لتجربة الفنان الإبداعية، و عليه يمكننا القول أن التجريب يقف دائما في مواجهة تحجر النظرية ويسعى إلى استحداث أفكار ونظریات ومفاهیم جديدة. من كل ما سبق سوف يحاول البحث إبراز مفهوم التجريب بصورة عامة وفي مجال فن النحت البارز بصفة خاصة، والوصول من خلاله إلى تأكيد القيم الجمالية والتشكيلية والأساليب والطرق المستحدثة التي تمكننا من تحقيق أفكار ورؤى جديدة وتقنيات مبتكرة.