xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-abstract:
إن الخط العربي هذا الفكر الساكن كما يقول الأولون هو الركيزة الأولى للفنون الإسلامية، وهو تاج فنون الإسلام وتراثه، ولا يكاد يوجد عمل فني إسلامي من نقش أو خزف أو عمارة أو نسيج أو غير ذلك إلا وللخط العربي فيه نصيب بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم تكن هذه المكانة المتميزة للخط العربي في حياة المسلمين وليدة مصادفة أو ظاهرة غريبة، وإنما تولدت من ارتباطه بدين الإسلام من خلال تدوين القرآن الكريم والسنة المطهرة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولقد أعطى العرب الخط الجميل عناية خاصة عند كتابة القرآن منطلقين من مبدأ، هو في الواقع قول الإمام علي بن أبي طالب؛ "الخط الجميل يزيد الحق وضوحا، وكما يقول عبد الله بن العباس "الخط لسان اليد". وهكذا كان الخط الجميل موازيا في أهميته للتجويد في القرآن، وسرى في جميع البلاد الإسلامية وأصبح الحرف العربي واسطة التعبير في جميع اللغات الهندية والفارسية والتركية ، كما أخذ الخط العربي مكانه کفن رفيع مرتبط مباشرة بالثقافة العربية والعقيدة الإسلامية؛ ولهذا تتلخص أهميته. يدور هذا البحث حول كون الخط العربي فن أصيل ووسيلة للتفاهم والتعارف ونقل الأفكار والمعاني ويحمل قيما جمالية رفيعة من خلال الأعمال الفنية عبر العصور المختلفة، وفن الخط العربي وسيلة للحفاظ على التراث والهوية العربية الإسلامية؛ وذلك من خلال الاهتمام به والإبداع فيه من خلال الأعمال الفنية للفنانين المعاصرين وكيفية الاستفادة من نظرائهم الفنانين القدامى في مختلف العصور الإسلامية وخاصة العصر المملوكي. وتطرح مشكلة البحث العديد من التساؤلات أهمها ما مدى تأثير جماليات الخط العربي وتطبيقاته من قبل فناني العصور الإسلامية (العصر المملوكي وفناني العصر الحديث وخاصة في مجال النسيج؟ وهل هناك علاقة بين تطبيقات الخط العربي (النسيج) المعاصر والتقليدي؟ . ومن ثم يأتي بوضوح هدف البحث ، وهو إبراز قيمة الالتحام المطلوب بين الأصالة والمعاصرة من خلال استخدام الخط العربي من قبل فناني العصور الإسلامية (العصر المملوكي والفنانين المعاصرين مع عرض وتحليل بعض أعمال الخط العربي الأصيل والمعاصر في مجال النسيج؛ وذلك للوقوف على خصائصه وتسجيلها والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية.