الفن الإسلامي هو أحد الروافد المهمة للحضارة الإسلامية، فهو اللغة التعبيرية المرتبطة بروح الأمة الإسلامية.. معبرة عن ثقافتها وتطلعاتها وقيمها الإبداعية الراقية ضمن حدود مكانية وزمانية مختلفة، وقد تفرد الفن الإسلامي بالعديد من الخصائص التي ميزته عن غيره وأعطته صيغة خاصة ومدلولات حمية وميتافيزيقية يعرف بها، وهو في ذلك الإطار قد تأثر بالفنون السابقة والمعاصرة له ودمجها في بوتقة خاصة أخرجت ملامح عامة مميزة تعتمد بشكل أساس على التحوير والتجريد، وبالرغم من انتشار بقعة الدولة الإسلامية شرقا وغربا، إلا أنه يمكن القول بأن الفنون عبر هذه الأمصار المترامية الأطراف قد جمعت خصائص رئيسة تحمل مضمونا يوحدها ويعطيها السمت المميز بالرغم من الاختلاف في الشكل والتناول وتعد الفنون الزخرفية الإسلامية (الزخارف الهندسية والنباتية والكتابات) من أهم المظاهر الإبداعية الفنية لما تتضمنه من معان وفلسفة جمالية متميزة أثرت على الفنون الغربية وكانت متبعة للتجديد والابتكار في مجالات فنية متنوعة. وتعد تقنية إعادة تشكيل حبيبات الزجاج حراريا على صورة منتجات متنوعة أحد التقنيات القديمة التشكيل الزجاج، والتي يرجع تاريخها إلى العصور المصرية القديمة وبلاد ما بين النهرين لتشكيل مجموعة من القطع الفنية والحلي والتمائم الزجاجية، واستمرت تلك التقنية حتى القرن الأول قبل الميلاد حيث لم تظهر أية آثار لاستخدامها بعد ظهور تقنية تشكيل الزجاج بالنفخ، إلى أن أعيد إحياؤها بواسطة الفنان الفرنسي هنري كروسHenry Cros م1907-1840 ؛ حيث بدأت تلف التقنية في الانتشار التشكيل منتجات زجاجية متنوعة ذات طبيعة فنية. وبالرغم من الطبيعة الغربية التطور التقنية في العصر الحالي، إلا أنه يمكن استخدامها وتطويع أساليب تقنية بها تلائم الاستلهام من الفنون الزخرفية الإسلامية بعناصرها وقيمها الجمالية ؛ لتعطي للتقنية بعدا آخر وتفتح أفقأ أرحب لها في العديد من المجالات الاستخدامية والجمالية للمنتجات الزجاجية وبصيغة محلية تحمل ثقافة التراث الإسلامي.