الخلاصة:
يناقش البحث مشكلة فقدان الهوية في التصميمات المتعلقة بالتراث العربي والإسلامي حيث عدم مراعاة القيم التصميمية والجمالية من حيث النسب والأبعاد والقياسات عند محاكاة الطرز التراثية مما يؤدي الى فقدان التصميم لهويته، وكذلك عدم وجود معايير تصميمية تساعد في إعادة إحياء الطرز القديمة ومن هنا نجد ضرورة في الإجابة عن السؤال التالي : ما مدى إمكانية وضع معايير وقواعد لإعادة إحياء الطرز القديمة ومحاكاتها ؟ وذلك من خلال الآتي :
دراسة المحددات التصميمية للطراز وتأثيرها في عملية التصميم .
استنتاج و توثيق المعايير التصميمية والقيم الخاصة بالعمارة المملوكية ومعرفة طرق وأساليب تطبيقها على المباني في العصر الحديث . . تحقيق القيم التراثية للطراز المملوكي في أعمال التصميم الداخلى ذات التصميمات التراثية . تحليل وتقييم العناصر المعمارية الموجودة بالاتر وتقييمها من الناحية الوظيفية والشكل و الأداء . : دراسة إمكانية إعادة إحياء الأثر بما يتناسب مع قيم ومعايير التراث المملوکی .
ويتناول البحث بالدراسة والتحليل نموذج لمنشئ تراثي هو " وكالة السلطان الغوري بحي الأزهر" لما لها من أهمية تاريخية حيث إنها تقع ضمن مجموعة معمارية بنيت في آخر العصر المملوكي وترجع أهميتها إلى أنها أنشئت في عصر مملوك شركسي هو الأشرف أبو النصر قنصوة الغوري الذي تولى حكم مصر من سنة 1501 إلى سنة 1516 وقد شيد قنصوة الغوری مجموعته المعمارية المهمة في تاريخ العمارة والتي تتكون من وكالة الغوری۔ مسجد الغوري - قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغوري وتقع في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر وتأخذ شكل كتلة معمارية مميزة حيث تأخذ امتدادا واحدا تظهر خطوطه في كل أجزاء هذه الكتلة المعمارية : أما وكالة الغورى فهي تعد نموذجا لما كانت عليه الوكالات في ذلك العصر ولحسن الحظ أنه يقي جزء كبير منها مما ساعد على ترميمها وإصلاحها وإرجاعها لحالتها الأصلية ، كانت الوكالات مراكز التجارة بين الدول مما اقتضى وجود أجنحة لإقامة الزائرين القادمين من الدول المختلفة للقاهرة.
تميزت وكالة الغوري عن غيرها من الوكالات بأنها احتفظت بمعظم عناصرها المعمارية وتعد هذه الوكالة متحف مفتوحة لقن المشربيات فهي تزخر با 29 مشربية من روائع فن الخرط وتشكل عنصرا أساسيا إلى جانب الحجر في التصميم المعماري للمبنى وتقدم الوكالة نموذجا فريدا لتعانق المشربية مع الحجر والبناء في نسيج واحد. وتتطرق هذه الورقة البحثية أيضا إلى مقارنة القيم التراثية الحاكمة لمجموعة الغوري قبل وبعد إعادة الأحياء من حيث السلبيات والإيجابيات ؛ وذلك من خلال تطبيق المعايير التصميمية للطراز.
