الخلاصة:
شيد دير سانت كاترين العامر في القرن السادس الميلادي بأمر من الإمبراطور جوستنیان استجابة منه لطلب رهبان طور سيناء لتشييد محلة أمنة لهم للتعبد وكذلك كغرض دفاعي لتأمين حدود إمبراطوريته الشاسعة ويحظى الدير بدعم واهتمام كافة طوائف المسيحيين على مستوى العالم وعلى الرغم من أن الدير قد شيد في الفترة البيزنطية وحاز على عطف واهتمام الدولة في تلك الفترة ، إلا أنه يدين بانتشار ذكره وأهميته على مستوى العالم للفترة الإسلامية ، فقد توسعت رقعة الدير خلال العصر الإسلامي وحاز على اهتمام العديد من جوانب العالم المسيحي وانتشر ذكره في العالم كله مستغلا التسامح الذي أبداه الحكام المسلمون مع أفراده في ممارسة شعائرهم وقد أدى ذلك إلى تسابق الجهات والدول الأوروبية المسيحية والإسلامية إلى الإهداء للدير في العديد من المناسبات العديد من التحف المنقولة من مواد خام مختلفة ، ويلاحظ على العديد من تلك القطع شيوع الروح الإسلامية للزخرفة والفنون الإسلامية ، عليها وكان ذلك بسبب انتشار الفنون الإسلامية في العديد من المناطق الأوروبية عبر مناطق الاتصال الحضاري بين الحضارتين العربية والغربية إضافة إلى توسع رقعة الفتوح الإسلامية التي قام بها العثمانيين في الغرب الأوروبي. وسيركز هذا البحث على استعراض بعضا من تلك التحف المنقولة المحفوظة بالدير والتي صنعت في مناطق أوروبا المختلفة خصيصا للدير وأهديت إليه وبيان الزخارف والتأثيرات الإسلامية التي وردت عليها ، مما يعد دليلا على عالمية الفنون الإسلامية وانتشارها بين مناطق الغرب والشرق.