الخلاصة:
يبدو أن ولع الانسان لمعرفة تاريخ ما حدث في الماضي، قد ارتبط ليس بالتطلع إلى ما |
حدث في الماضي فحسب وانما لماذا حدث ، بالشكل والكيف الذي حدث به ، وتطور تفسير التاريخ ومعرفة أسبابه.. عن طريق دراسة الفن وأنواعه وأساليبه ، فالفن يعتبر أفضل طريقة للتعبير عن تاريخ البشرية واظهاره واذا كان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي وهبته العناية الإلهية القدرة على الإحساس بالجمال وتذوقه فإن الفنون هي وسيلته في إعادة صياغة واقع حياته وكتابة تاريخه ، فالفنون هي الواجهة الحضارية لأي مجتمع إذ بها يقاس مدى تقدمه وازدهاره ، والتعرف على تاريخ الحضارات المختلفة من خلال تنوع الفنون وتصوير العادات والتقاليد والطقوس والشعائر الدينية والممارسات الحياتية ، فلم يعرف أي نشاط إنساني واستمر كما عرفت الفنون سواء كانت فنون العمارة أو التصوير أو النحت أو الفنون التطبيقية ، ودراسة فنون الحضارات القديمة علم حديث لم يتبلور إلا في القرن العشرين، ولو أن الإنسانية تعلم مدى معوقات هذه الفنون ، لطورت من العناية بها والمحافظة عليها وعلى ما خلفه الأقدمون من درر ثمينة لكتابة التاريخ عبر الحضارات المختلفة ، فعلم الفن هو نهج أصيل للمعرفة ، بل إنه متميز عن سائر الطرق التي يحدد بها الإنسان تاريخه ومجتمعه ومادة تاريخ الفن تزيد في المعرفة لطلاب كليه الفنون . من حيث معرفة تاريخ الحضارات السابقة وتعلمهم بجانب ذلك النزعات المختلفة في الفن وتؤكد على العناصر التشكيلية في الفنون المختلفة ومدى الاختلاف بينها وتوظيفها وتأكيد أهميتها هذا من جانب ومن جانب أخر فإنها تبعث فيهم ملكة الإبداع والإبتكار والتطوير والتعريف على الفنانين السابقين وأعمالهم ، وموضوع كتابنا هذا ، لم يهتم بدراسه
الفن بصفة عامة، ولكنه محدد طبقا لوحدة دراسية بمقرر الفرقة الثانية. طبقا اللائحة الخاصة بكلية الفنون التطبيقية وهي أن نقوم بدراسة الفن الإغريقي - ثم دراسة
فنون العصور الوسطى ( الرومانسکی - القوطي ) وعصر النهضة في أوروبا ثم دراسة الفن الإسلامي ( الأموي - العباسي - الفاطمي - الأيوبي - المملوكي - العثماني) ثم الإسلامي في وسط آسيا - (السلجوفي التركي - المغولي الإيراني ثم الأندلسي ثم المغرب العربي ) ثم فنون الكلاسيكية الحديثة - والحركه الرومانتيكية وبداية حركة مدرسة الأنبياء، وفي الفرقة الرابعة سوف ندرس مدى الاختلاف بين الفن الحديث والفن المعاصر والذي يتناسب مع مبادئ ومقومات القرن الواحد والعشرين. وأقول لكل ابن من أبنائي الطلاب ما قاله ما قاله الإمام الشافعي : تعلم يا فتى والعود رطب ... وذهنك طيب والفهم قابل فإن الجهل واضع كل عال ... وان العلم رافع کل خامل وحسبك يا فتى شرفة وعزة ... سكوت الحاضرين وأنت قائل والله المستعان ..