الخلاصة:
اقدم هذا الكتاب الى طلاب وطالبات كلية التربية النوعية بكفر الشيخ بكل ما يشتمل عليه من جوانب البحث التى تؤهلهم وتوقفهم على ما يحتاجون اليه من مادة التذوق الفنى وتاريخ الفن والتى ترتبط بالمناهج المطوره والمقرره بكلية التربية النوعية . وذلك لثقل خبراتهم التشكيلية ورفع مستويات الآجادة والابداع الفنى والتذوق وعلم الجمال لدى طلاب الكلية .
وأننى فى ضوء هذا المفهوم لم أدخر وسعا فى الوفاء بالتزامى فى أصول الشرح والتحليل وآيضاح كل ما يمس الدراسات المرتبطة بالتذوق الفنى وتاريخ الفن وعلم الجمال وأيضا شرحا وافيا للفنون البدائية التى سبقت عهد الآسرات فى مصر ولآن الفنون البدائية هى قاعدة الانطلاق التى أرتكزت عليها جميع الحضارات اللاحقة ، ولكن توفر لطلاب الكلية القدر اللازم من حصيلة التذوق الفنى كان من الحتم أن نستعرض الجوانب التاريخية والفنية التى مرت بها الحضارات المصرية والقبطية والاسلامية بخاصة أو التى مازالت أثارها ومعالمها قائمة لا فى مصر وحدها بل فى شتى انحاء العالم . تلعب دورا كبيرا فى أمداد الانسانية بتراثها الضخم وكنوزها النفيسة فى شتى المجالات والميادين الفنية أساس الوجود الفنى ومركزها المنظور على أرض مصر التى تحتل تاريخا عريقا واسع الآبعاد . وهيأ لها رسالة عظمى ومنزلة ساميه فى صنع الحضارة فى مصر العربية وفى غيرها من مناطق العالم العربى والغربى والشرق الأوسط.
ولقد ظهر رواد عظام من اقطاب الفن والفنون التشكيلية على مر التاريخ وكان لهؤلاء الرواد الفضل فى اثراء الحياة الفنية بعطائهم الخصب وانجازهم الضخم وطابعهم الخاص واعطوا وجها جديد للحياة الانسانية بعيدا عن المؤثرات الضاغطة كما كان لهم أثرهم القومى فى الاجيال المتعاقبة من بعدهم. ومازالت اعمالهم تلقى كل يوم مزيدا من التقدير والتأييد. ويجد فيها الدراسون المتخصصون زاد لا ينفذ من قيم الآلهام والتعرف على اسرار جديده من عناصر الجماليات ودواعى المنفعة تضاف الى ما لهم من رصيد يمتلىء بالثروه والفن والخلود.
وسوف نجد فى هذا الكتاب مادة وجيزة . ودراسة أولية أساسها الخبرات المستقاة من الاحتكاك العلمى والعمل بميدان الفن والتدريس فى كليات الفنون. وقد تضمن هذا الكتاب خلاصة ما أتيح لنا من قراءات وانطباعات جوهرية حول موضوعها العام " التذوق الفنى وتاريخ الفن " الذى هو جزء اساسى متمم لفروع التربية الفنية ومؤكد لنتائجها المتوخاه ومفاهيمها المستحدثة وقيمها المتجددة بأعتبارها الوعاء الذى تتشكل فيه الجماليات . والمنبع الآصيل لكل عمل فنى يمارسه المتعلم وكل محاولة تتجه الى الخط نفسه . وتساعد فى وضوح الرؤية ودعم الأحساس وفتح الطريق طولا وعرضا امام التجارب التى نخوضها ونتعرض لها .
ونحن اذ نقدم هذا الكتاب لطلبة الكلية " شعبة التربيه الفنيه " لا نقصد منها ان يؤدى بهم الى متاهات هذا الموضوع العميق ووقائفه كما يتناول المتخصصون . ولكننا اردنا ان نتجه به وجهة تيسير على الطالب ليستزيد فهمه منه . ويرسخ استيعابه له . وكثقافة عامة لها أهدافها المباشرة فى ارهاف حسه . ودعم ذوقه الجمالى ووقوفه على القيم الفنية الاصيلة التى يمكن اكتسابها وموازنتها بغيرها . وبخاصة عندما يفكر فيها او يستثار نحوها كمعلم ينبض قلبه بحب الفن وتقديسه بما يتطلبه الاشباع العاجل والتعمق الجمالى الطليق . هذا وقد أردنا أيضا أن نربط الطالب بتراثه وفنون بلاده المحلية . وبالفنانين المصريين من جيل الرواد الآوائل وبعض الفنانين العالمين حتى يستطيع ان يتفهم ويتذوق نهضتنا المعاصرة فى الفن الى جانب فلسفة الفنانين الغربيين وحضارتهم .