ملابس نساء الغجر في مصر دراسة ميدانية وتحليلية على محافظتي الشرقية وبني سويف

Abstract

(Gypsies) هم قوم جُفاة منتشرون علي هامش المجتمع في جميع القارات، على شكل جماعات منغلقة نفسها، وتتسم أحوالها بالغموض، يتمسكون بعاداتهم الخاصة ويرتبطون بحبل سريّ واحد من أنماط العيش والسلوك والأخلاق وعشق الفنون، ويتلونون في أهم سياقات الحياة وعلى رأسها الأزياء في كل بيئة يحلون فيها، ويعتبرون ذلك نوع إلزامي من التوافق والتكيف الاجتماعي. هم قبائل بلا هويّة توحّدهم، ولا قوميّة تجمعهم، ولا وطن يحلمون بسيادته أو بالعودة إليه يومًا، مجموعات آمنت أن كل الأرض وطنهم وأن التسكع لعنتهم، لا أصل لهم سوى عاداتهم وتقاليدهم. على أرض الواقع لا نستطيع أن نتحدث عن أعراق وهويّات الغجر، فهويّتهم واحدة وهي التيه، وهم الغرباء الرُحًل، فحين طرق هؤلاء الغجر أبواب العالم فقد أثاروا دهشة كبيرة، وتوارت النظريات بشأن أصولهم، وعبر القرون نجحوا في أن يحافظوا على هوية مميزة، وأن يظهروا قدرة فائقة على التكيف والبقاء. ومن الطبيعي أن كل شعب يسكن الغجر بينه يرى فيهم أنهم جماعات مميزة ومختلفة، فهم لا ينتسبون إلى ثقافة معينة في العالم نظرًا لأنهم لم يتبنوا ثقافة بعينها، وتدل الدراسة التاريخية للغجر أنهم شعب حامل لثقافة شعوب أخرى، سواء كانت للغجر أساسًا ثقافتهم الخاصة أم لا، وهو ما انعكس على ملابسهم وإكسسواراتهم، وهذا ما ستناوله في هذه الدراسة. وفي ضوء ذلك؛ لا نشك في أن أزياء الغجر قد تأثرت ملامحها وأبجديتها بكثير من الشعوب التي مرت عليها أثناء ترحالها، والتي عاشت أو تعيش بينها، ويفسر ذلك التشابه في بعض العناصر والبناء للملابس بين جماعة غجرية معينة، وبين شعب غير غجري. ونأخذ مثال على ذلك ملابس نساء الغجر في مصر، حيث تحتوي أزياء نساء مجتمع الغجر عادةً على صور البيئة التي تنشأ فيها، وتفاصيل من الحياة التي تعيشها، وبالقدر نفسه يمكن أن نلمس الارتباط بين طبيعة حياة المرأة في مجتمعها والظروف الجغرافية وقطع الزي وشكله وبنائه والمواد المصنوعة منه وزينتها. وتهدف الدراسة إلى دراسة طبيعة جماعة الغجر في مصر بوجه عام، ومحافظتي الشرقية وبني سويف بوجه خاص ودراسة أثر البيئة الاجتماعية على جماعة الغجر، من خلال دراسة وتحليل أزياء النساء الخاصة بهم.