الواقع المعزز كأحد الحلول الفعالة لتدعيم الترابط بين التصميم والإنتاج

Abstract

تهدف شركات تصنيع المنتجات إلى زيادة قدرتها الإنتاجية وكذلك جودة منتجاتها بهدف تحقيق مخططاتها التسويقية وزيادة قدراتها التنافسية مع الشركات الأخرى.، وفى سبيل تحقيق ذلك تسعى الشركات إلى المضى قدماً فى عمليات تسهيل عمليات الإنتاج وتقليل تكلفة الإنتاج من خلال تعدد مواقع تنفيذ أجزاء ومكونات المنتج وفقاً لطبيعة كل جزء والخامات المستخدمة فى إنتاجه وكذلك عدد العمالة المطلوبة لتصنيعه وتكلفة تلك العمالة. إضافة إلى توجه بعض الشركات إلى إسناد تنفيذ بعض تلك المكونات والأجزاء إلى دول متعددة وفقاً لما تتميز به كل منها جغرافياً ولوجيستياً ...إلخ، مما نتج عن ذلك أن توزيع بعض اللمؤسسات الصناعية مصانع إنتاج مكونات منتجاتها ليصبح فى مناطق متعدده حول العالم. ورغم أن المؤسسات الإنتاجية قد حققت بذلك الهدف المنشود من تقليل تكلفة الإنتاج إلا أنها واجهة مشكلات جديدة فى عملية التواصل وتبادل المعلومات بين نقاط الإنتاج المتعددة والمنتشرة حول العالم وبخاصة مع تعدد اللغات والثقافات وفروق التوقيت...إلخ، ونتج عن ذلك إهدار مزيداً من الوقت فى تيسير عملية التواصل ونقل المعلومات اللازمة لإتمام عمليات التصنيع والتجميع على الوجه الأمثل وبالجودة المطلوبة والتى يجب تتم بشكل سريع ضمن دورة حياة المنتج أثناء إنتاجه بدايةً من التصميم والتخطيط للإنتاج وصولاً إلى التصنيع والتجميع. ولعل مرحلة تجميع مكونات وأجزاء المنتج هى المرحلى المفصلية الأهم فى عملية الإنتاج لما تتطلبه من دقة عالية وتواصل جيد بين كل من (مراحل التصميم والإنتاج) و(مراحل الإنتاج بعضها البعض)، وتتم هذه العملية غالباً بإستخدام كتيبات تعليمات التجميع والتى تكون فى صورة نصية مزودة بالصور والمخططات، مما يفرض على العاملين التتابع بين قراءة تلك التعليمات وإدراكها بالشكل الصحيح ثم تنفيذ عملية التجميع عملياً مما ينتج عنه إحتمالية كبيرة فى تشتيت الإنتباه وبطئ عملية الإنتاج (على الأقل بالنسبة للعاملين المبتدئين) وهو ما ينتج عنه إهدار الوقت وبالتالى يخفض من كفاءة خط الإنتاج. وهنا یمکن للواقع المعزز معالجة تلك المشکلات من خلال تقدیم تعلیمات التجمیع بعدة طرق منها محاکاة التجمیع بشکل مرئی أو صوتى أو کلاهما معاً، وبالتالى تحسین أداء وکفاءة عامل التجمیع ورفع مستوى الترکیز لدیه. ومن أکثر الأمثلة لتطبیق ذلك ماتقدمه شرکة General Electric فى ورشة عمل المحرکات النفاثة حیث بإمکان مهندس الصیانة خلال تنفیذ أحد أعمال الصیانة أن یتعرف بسهولة على قطع الغیار اللازمة وآلیة ترکیب الأجزاء، وأجزاء المحرک التى یجب أن یتم إستبدالها بالإعتماد على تقنیة الواقع المعزز بشکل کلى. مما سبق تبرز أهمیة إعتماد الواقع المعزز کأحد الحلول الفعالة فى تحقیق التواصل ونقل المعلومات بین مصمموا الأجزاء والمکونات والقائمین على تصنیعها وتجمیعها وتنفیذ عملیات الصیانة لها.