مقاصد الشرعيه الاسلاميه وعلاقتها بعماره المساجد فى العصر الاسلامى

Abstract

تعتبر مقاصد الشرعيه الاسلاميه من اعلى القيم الروحيه التى جاء بها الاسلام وغرثت اثارها فى حياه المسلمين وتغلغلت فى المجتمع الاسلامي منذ ظهور هذا الدين الحنيف وسوف تستمر الى قيام الساعه . ويقصد بمقاصد الشرعيه ذلك العلم المرتبط باصول الفقه والذى بدا ظهوره منذ عهد الخلفاء الراشدين وهو من العلوم الوثيقه الصله بالكتاب والسنه النبويه المشرفه. ولفقه مقاصد الشريعه اهميه كبيره فهو يعني الحكم والاهداف الكليه التى من اجلها شرع الله الاحكام وفرض الفرائض واحل الحلال وحرم الحرام وحد الحدود . وتنقسم الشريعه الى مصالح معتبره ومصالح مرسله اما المصالح المعتبره فهى النصوص التشريعيه فى القران والسنه والمصالح المرسله هى كل ما يظهر حديثا فى امور الحياه ولم يشهد له اصل شرعى من نص او اجماع وهذا يجب ان يخضع الى مقاصد الشريعه وهى حفظ الدين وحفظ العرض والنسل وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال . وقد اتفقت الامه بل سائر الملل على ان الشريعه وضعت للمحافظه على الضروريات الخمس السابق الاشاره اليها . ومقاصد الشريعه هى مقاصد دينيه وروحيه لانها تهدف الى المحافظه على الدين من عقائد وعبادات والدين هو جوهر الوجود وروح الحياه كما انها مقاصد انسانيه لانها تعمل على المحافظه على حرمات الانسان دمه وماله وعرضه وعقله كما انها تحافظ على كرامته وحريته وهى ايضا مقاصد اقتصاديه لانها جعلت المال من المصالح الضروريه التى يجب المحافظه عليها بكل الوسائل الممكنه . وهذه المقاصد تنقسم من حيث قوتها الى ضروريه وحاجيه وتحسينيه والحاجيه ترتبط بالرخص التى اوجدها الله فى العبادات والتحسينيه هى ما يليق من محاسن العادات اما الضروريه فهى ما لابد منه لقيام مصالح الدين والدنيا ومن امثلتها اصل التشريعات فى الامور الخمسه السابق ذكرها ومن ثم فان مصالح الدنيا مبنيه على المحافظه على مقاصد الشريعه فلو عدم الدين عدم ترتيب الجزاء المترجى ولو عدم النسل لم يكن فى العاده بقاء ولو عدم العقل لم يبق عيش وقد يتبادر الى ذهن البعض ان مقاصد الشريعه السابق ذكرها هى من الامور الفقهيه البحته التى لا تتوافق مع نواحى الحياه وهذا غير صحيح اذ ان هذه المقاصد الخمسه السابق ذكرها تدخل فى شتى مناحى الحياه بل هى من اهم واكثر مجالات الحياه تاثيرا فى حركه العمران والعماره المرتبطه باعمار الارض الذى هو هدف من اهداف وجود البشر ويتاكد ذلك فى راى (ولز) الذى يرى ان الشريعه الاسلاميه هى التى تسير مع المدينه المتحضره فى سياقها الثقافى واطرها الاجتماعيه . وفى ضوء تعريف مقاصد الشريعه واقسامها من مصالح معتبره ومصالح مرسله يمكن القول ان عماره المساجد والجوامع فى العصر الاسلامى عبرت عن مفهومين هما التعبير العام والتعبير الخاص اما التعبير العام فهو ناتج عن العامل الديني حيث انطبع المسجد بصوره محدده ناتجه من القواعد والاصول والمبادئ الدينيه والاسلاميه التى وضعها الدين الاسلامى ودعا اليها وعلى ضوئها كانت هناك قواعد للعماره . ومن خلال ما ذكر سابقا يمكن القول بان ظهور المساجد فى الاسلام كان ضروريا لحفظ مصالح الدين كما ارتبط حفظ العقل . على سبيل المثال بانتشار العلم والتعليم فى المساجد لتنميه التفكير والنظر. ولكى تتحقق مقاصد الشريعه فى مجال عماره المساجد كان لابد من ارتباط الاخيره بالملائمه والمقصود بالملائمه تنظيم العمليه التصميميه تحت بعض العناصر المحوريه الرئيسيه لتحقيق درجه من الراحه او قله الصعوبات التى تعترض المستعمل