الازهر الشريف متحف الفنون الاسلامية من عصر الفاطمين الي عصر حسني مبارك

Abstract

لقد أمدنا التاريخ والحضارة الإسلامية المصرية بالعديد من المنشات الدينية والمدنية التى تضم روائع من الفن ، وتعود قيمة الفن الإسلامى عموماً إلى أسباب كثيرة تجمع بين القيم الجمالية ، والقيم المادية التجارية والعضوية . فالمواد الأساسية التى تصنع منها هذه الأعمال الفنية الإسلامية وخاصة الأعمال الخشبية والزجاجية والجصية والحجرية ، هى مواد قابلة للزوال والفناء بعوامل الطبيعة إذا لم نحاول صيانتها ومعالجتها والحفاظ عليها باستمرار ، ومن أجل ذلك فإننى أناشد كل فنانى وعلماء العالم الإسلامى المساهمة فى إيجاد حلول تكنولوجية مستحدثة لحفظ وصيانة وترميم الآثار الإسلامية ، كلا فى تخصصه اتباعاً للأسلوب العلمى والفنى والتكنولوجى المتطور ، وهذا ما أحاوله من جهتى كمتخصص فى الفنون التطبيقية بأن أحقق الأسلوب العلمى والفنى فى ترميم بعض الأعمال الأثرية فى مصر مثل ( مبنى وزارة التربية والتعليم وخاصة مكتب على باشا مبارك ) وأيضاً مبنى ( قصر الزعفران بجامعة عين شمس ) ، ثم أعمال الترميم الدقيق بالجامع الأزهر الشريف الذى يعد معرضاً لفن العمارة الإسلامية منذ العصر الفاطمى حتى عصرنا هذا ، محاولا اتباع منهج علمى وفنى فى الترميم يمكن أن يساهم فى إعادة هذه الأعمال الأثرية إلى حالتها الأصلية والمحافظة عليها بعلم الترميم الذى يعتبر عملية تكنولوجية فنية دقيقة تحتاج إلى حس فنى عال وحساسية فائقة ومهارة يدوية عالية وعلوم كيميائية وطبيعية كثـيـرة وعـملـية الـترمـيم تشـمـل معرفة الأثر تـاريـخـيا وتأصيله

للأسلوب الفنى التاريخى ، وعمليات التحليل لمعرفة المواد المستخدمة وسبب التلف والتآكل كما تشمل أيضاً عملية تجميع وتثبيت وتقوية وتجميل وإعادة الأثر إلى شكل أقرب للأصل وبدون إضافة ملفقة أو مزورة عليها ، كما يحدث فى كثير من الأعمال التى أعيد ترميمها بأسلوب غير علمى باستبدال مواد لا تتفق مع المواد المستخدمة فى الأثر نفسه أوتلوين الأثر بملونات غريبة وغير مناسبة مع اللون الأصلى له والمادة الملون بها . ومما يؤسف له أن القصور والمنشآت الأثرية قد أصابها الإهمال على مر السنين ، وبدلاً من أن يتم الحفاظ عليها كجزء من تراثنا الأثرى نجدها قد استغلت لتشغلها الهيئات الحكومية والمؤسسات التعليمية مما عرض مبانيها وما تضمه من أعمال أثرية إلى التلف والهلاك والضياع ، كذلك عوامل الدمار الكامنة فى تأثير الزمن لم تترك الأعمال الأثرية بشكلها الكامل ، فنجد أن أغلب المبانى الأثرية قد أصابتها التعديات وكثيرمن الخسائرالتى ساعدت على تدمير الشكل الأصلى للأثر سواء فى الشكل أو الطبيعة المحيطة به وقد انطبق ذلك على الجامع الأزهر الشريف قبل إجراء عملية ترميمه ترميماً معمارياً وترميماً دقيقاً من قبل الهيئة المشرفة عليها وهى وزارة التعمير وشركة و " المقاولون العرب " ، والتى تختص بجميع الأعمال الإنشائية والمعمارية لتجديد هذا الأثر والتى من قبلها أسندت لى عملية الترميم الدقيق حيث كان هذا التكليف أمراً هاماً لكى أساهم ببعض الخبرات العلمية والتكنولوجية لفن الترميم فى إعادة الترميم الدقيق فى الرواق العباسى والمدرسة الأقبغارية والمدرسة الجوهرية ، والمدفن وباب المزينين والمدرسة الطيبرسية ، وكذلك جميع المحاريب والقبلات لهذه المدارس والأروقة ولتحقيق هذا الهدف الجليل لعمل عظيم مثل هذا فقد تم تحديد الخطوات الى تؤدى إلى نجاح عمليات الترميم الدقيق . بتقنين طريقة ترميم وصيانة وعلاج الأعمال الفنية بالجامع الأزهر الشريف ، حيث إنها أعمال فريدة بما تحمله من فنون متنوعة زجاجية أو تصويرية جدارية أو فى الأسقف سواء كانت خشبية أو جصية كذلك الفنون النحتية الرخامية أو الحجرية أو التطعيم والترصيع بالفسيفساء والعاج والأبنوس والصدف والرخام الملون . وذلك عن طريق الدراسة العلمية والعملية والمراجع العلمية والوقاية ، وكذلك الدراسة التاريخية من واقع السجلات والمراجع العلمية للتعرف على الأثر تاريخيا ومعمارياً ، وما أحيط به من مشكلات أدت إلى عوامل التلف ومسبباتها وكيفية ظهورها ثم طريقة علاجها وترميمها ، موضحاً الخامات المناسبة والتى تتفق فى خواصها وصفاتها مع الخامات المستخدمة فى تنفيذ الأثر ، وكذلك الخامات المستخدمة فى الحفظ والعلاج . ولتحقيق الهدف السليم للترميم تم اتباع المنهج العلمى