الخلاصة:
هل دار بمخيلتنا أنه سيأتي اليوم الذي تتحدث فيه إلى قطع الأثاث فتفهم ما تريد ، أو أن تتواصل معنا وتتفاعل مع رغباتنا وحالاتنا المزاجية ... قد يبدو هذا دريا من الخيال ، لكنه الآن أصبح واقعة بدأنا تعيشه ليس فقط في قطاع الأثاث بل في العديد من القطاعات الصناعية الأخرى ، هذا النوع من الأثاث يدعى " الأثاث التقاطی .
ولم لا ، فلقد أحدثت الثورة الرقمية تفلة هائلة في حياة الإنسان وطورت من أساليب الحياة والمعيشة لديه ، كما غيرت الكثير من مفاهيمه وأحدثت تحولات عديدة على كافة الأصعدة والمستويات ؛ الإجتماعية والإقتصادية والإيكولوجية والسياسية وغيرها ، وأصبحنا نرى المنازل الذكية والأجهزة الإلكترونية التفاعلية ،،، وغيرها ، تلك الطفرة التي أصابت صناعة الأثاث في تطورها فظهر الأثاث التفاعلى" كرد فعل تلقائي لهذا التطور العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نعيشه الآن . ولقد حان الوقت الخلق سيناريوهات نفسية جديدة وبناء علاقات جديدة بين البشر والتكنولوجيا لأنها أصبحت واحدة من الركائز الهامة في حياة الناس ، وأصبحت علاقة الأفراد بالأجهزة الإلكترونية تزيد من تحولهم لها ، بمعنى أنها أصبحت تعيش وحدها حالة من الإهتمامات الحياتية الملكة لديهم ، لهذا ظهر ما يسمى " بمجتمع المعلومات " الذي يعتمد على المعلومات والتكنولوجيا الحديثة وتقنيات الإتصال والحواسيب .
ولقد حاول مصمموا الأثاث خلال السنوات الأخيرة جاهدين مواكبة التكنولوجيا الحديثة بعد إنتشار أجهزة مثل الآي باد Bad-| والقارئات الإلكترونية وأجهزة الإستشعار وشاشات التليفزيون المسطحة ذات السمك الأقل . تلك النظم التكنولوجية الحديثة لابد وأن تصبح جزءا لا يتجزأ من أدوات مصمم الأثاث الصياغة فكر جديد في العملية التصميمية للأثاث ، وفي هذا الاتجاه يجب أن تكون هنالك ثقافة عامة علي الأقل علي مستوي الممارسين المحترفين في دولنا ؛ وذلك لأن التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الحديثة أصبحت جزءا من البنية التحتية الأساسية لبيئتنا .
إن الحركة نحو الحضارة الرقمية فيها إختفاء لحضارتنا المبنية علي الكلام والنصوص المكتوبة والتي حلت محلها الصورة , وكما قال الفيلسوف الفرنسي والمنظر الأول للسرعة "بول فرليو" :" السرعة تحرق الفراغ .... " , فيمكن إدماج شاشات وأجهزة في قطعة الأثاث الواحدة والحصول على أكثر من وظيفة القطعة الأثاث ليكون قادر على التفاعل بصورة مستمرة مع مستخدميه , وتلبية إحتياجاتهم وتوقاعاتهم ... وهكذا تتحقق نبوءة (فرليو) في أن الرقمية تحرق الفراغ أي فراغ المعيشة
قديما كانت الطفرات العلمية بينها مسافات متباعدة ... , أما الآن فإننا لا نكون مبالغين اذا إعتبرنا أن العلم يأتي إلينا كل يوم بالعديد من التطورات والتقنيات الحديثة .
وتتطلع الباحثة من خلال الدراسة إلى الوصول إلى المقومات الأساسية للأثاث التفاعلي والذي لم يلل من الدراسات منها ما يرضي فضولنا ....