جهود أحمد بن يحي الضبي(599هـ/1202م)في البحث التاريخي من خلال كتابه بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الاندلس

Abstract

تناولت هذه الدراسة جهود أحمد بن يحي الضبي (ت ۱۲۰۲ ۵ ۹۹م) في البحث التاريخي من خلال كتابه بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، بإتباع منهج البحث التاريخي القائم على الاستقراء والتحليل والنقد للوصول إلى الحقائق التاريخية بالاعتماد على المصادر الأصلية ذات العلاقة. وقد احتوت هذه الدراسة على مقدمة توضح موضوع الدراسة وأهميته بالإضافة إلى دراسة بعض المصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها، و على تمهيد موجز عن الحياتين السياسية والثقافية في بلاد الأندلس خلال النصف الثاني من القرن السادس الهجري، كما ضمت هذه الدراسة بين دفتيها ستة فصول ثم خلالها استعراض جهود الضي في البحث التاريخي من خلال كتابه بغية الملتمس، ثم حائمة توضح أبرز النتائج التي توصلت لها الدراسة . وقد توصلت الدراسة إلى أن أحمد بن يحي بن أحمد بن عميرة بن يحي الضبي ولد بين عامي (5۰هه 550ه)، وأنه نشأ في مرسية وأخذ العلم عن شيوخها، كما تتلمذ على يد عدد من علماء الأندلس، ثم رحل إلى المشرق في سبيل الحج وطلب العلم، فحصل على إجازات من طائفة كبيرة من علماء المشرق في عام ( ۵۷۹ه) كشفت الدراسة أن الطبي تصدر للتدريس، وتتلمذ على يديه عدد من طلبة العلم، وألف عددا من الكتب إلا أنها فقدت ولم يبق منها إلا كتاب بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس كما أبرزت الدراسة القيمة العلمية للمادة التاريخية المتنوعة التي حواها كتاب البغية وخاصة تلك المتعلقة بعصري المرابطين والموحدين، بالإضافة إلى أن الكتاب ضم بين دفتيه مادة أدبية وجغرافية ثرية استعان الطبي في استقاء مادة كتابه بعدد من المصادر المختلفة، وقد كشفت المقارنات بينها أن الضبي اعتمد على المصادر المكتوبة أكثر من غيرها، ومن بعدها م صدر الروابة الشفهية. وأبرزت الدراسة اهتمام الضيبي بتوسيع قاعدة معلوماته في كتاب البغية وتنويعها، بما يتناسب مع هدفه من التأليف، وخطته التي بني عليها كتابه. وكشفت الدراسة إلى أن للضبي منهجا واضحا في إسناده إلى مصادره وفي طرقه من النقل عنها ، والتي بالرغم من شيوعها عند مؤرخی عصره إلا أن وجودها والتزامه بالا يفقد دلالته بأن الضبي في كتابه قدم لنا مؤلفا تاريخيا سار على أسس منهجية، بالإضافة إلى أنما دلت على مبلغ تأثير منهج علماء الحديث في تدوين تاريخ الرجال في الأندلس. وتوصلت الدراسة إلى أن الضبي اعتمد في منهجه النقدي على عدد من الركائز أهمها اعتماده على رأيه الشخصي في تقويمه للأحداث والشخصيات التي عاصرها، واستخدامه للعديد من المصادر التي اختلفت تبعا للاختلاف في طبيعة المادة العلمية، أو في المكانة العلمية للمترجم لهم وأكدت الدراسة من خلال الأدلة أن الضبي اتصف بالحياد والموضوعية والأمانة العلمية في كتابة، ومن ناحية أخرى تم الكشف عن وجود بعض المأخذ التاريخية والمنهجية في البخية . وأوضحت الدراسة أن كتابه بغية الملتمس للضبي وجد اهتماما من قبل مؤرخي العصر الحديث أكثر من مؤرخی عصره، بحيث أصبح من المصادر التاريخية التي لا يمكن أن يستعين عنه أي باحث في التاريخ الأندلسي