الخلاصة:
تعتبر الصورة من أقدم وسائل الاتصال التي عرفها الجنس البشري في عصوره المختلفة، فهي كغيرها من الوسائل الأخرى، لها تاريخها وطابعها واستخداماتها في المجالات الإعلامية المختلفة. فمنذ فجر التاريخ كان للصورة دور في تعليم الإنسان والمحافظة على خبراته وتجاربه الحياتية، إذ عرفها الإنسان في مرحلة سابقة من تطور اللغة. تغير موقع الصورة ومكانتها عبر التاريخ فاكتسبت الطابع المقدس في العصر القديم بعد أن خدمت الديانات فزينت المعابد والكنائس، ثم تحولت إلى النخبة لتزيين المنازل، ثم اكتسبت الصورة الطابع الشعبي بعد انتشار التعليم والقراءة في المجتمع، خاصة بعد اكتشاف وسائل إعادة إنتاجها بشكل واسع وجماهيري من خلال الطباعة. لقد غير اختراع الصورة الفوتوغرافية موقع الصورة من حيث الاستخدام فلم تعد تستخدم كاللوحات الزيتية والرسوم، حيث ساهمت في نقل الأحداث وتوثيقها، كما ادت اللي انتشار الصور الشخصية (بورتريه) والذي كان قاصرا على طبقة محددة بالمجتمع. وتعد الصورة إحدى الركائز الأساسية للغة غير اللفظية.
لقد سمي عصرنا هذا بعصر الصورة لما لها من موقع متميزا بين وسائل الاتصال فهي تستمد تأثيرها في الصحافة المقروءة بفضل عناصرها وبوصفها علامة مباشرة تنقل معلومات وأخبارا وتوثق أحداثا ومواقف إلى قطاعات عريضة من القراء، حيث تساهم في التأثير في اتجاهات الرأي العام. وقد ساهم التقدم التكنولوجي في ترويج الصحافة المصورة وعزز من إمكانية تخطيها حدود الزمان والمكان. واليوم تحتل الصورة في المطبوعات مكانا أساسيا في عملية توضيح الأفكار والمعلومات بعد أن كانت تستخدم من اجل الزخرفة والتجميل، وبالتالي فقد أصبحت الصور من المواد الأساسية من للصحافة الحديثة، ولم تعد عنصرا جماليا فقط بل عنصرا إعلاميا وظيفيا، وأصبحت الصورة تعبر عن الأفكار والآراء ، كما تعبر عن الأخبار والأحداث ، بل إنها من أكبر أدوات الإرشاد والتوجيه.
وتقوم الصورة الصحفية بدور اتصالي ثنائي فهي رسالة ووسيلة معاً ، إذ إنها متاحة للجميع بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية والعلمية ، كونها لغة عالمية يفهمها الجميع رغم تعدد الأمم والشعوب.