الخلاصة:
فى بداية القرن العشرين ظهرت الاتجاهات الحديثة فى الفن التشكيلي ؛ نتيجة لاكتشاف الفن الإقريقي الذى سرعان ما سيطر على أساليب الفنانين الأوربيين لما يحمله – الفن الإفريقى – من أصالة و إرتباط بتقاليد الإنسان و حكمته فكان مصدر إالهام لمعظم المدارس الفنية الحديثة مثل الرمزية ، الوحشية ، و التكعيبية فقد تأثر بيكاسو و براك في بعض أعمالهم بالفن الزنجي من حيث التكوينات و المعالجات، و فى تلك الفترة أيضا بدأ التصوير الجداري الأمريكي فى التواجد على أيدي الفنانين الأفارقة الأمريكيين و هم اللذين لهم أصولا أفريقية نتيجة هجرة أجدادهم إلى أمريكا فى القرن السابع عشر؛ و بالتالى قد تأثر هؤلاء الفنانين ببعض الفلسفات القديمة التى ساهمت فى ابتكار الكثير من القواعد التى يسير عليها الفنان فى عملية الإبداع الفني و جعلت أعماله مرتبطة بالمكان و العقيدة ، و من بين هذه الفلسفات ( فلسفة البانطو الإفريقية ) ؛ التى تنطوى على أن الفنانين الأفارقة القدامى يميزون بين ما تدركه الحواس و ماهو جوهر الذات و كنهها الباطن – فهى لها عندهم مفهوم تأملى صوفى – يميزون به بين البدن و الظل و النفس من ناحية ، و ذات الإنسان أو جوهره من الناحية الأخرى . ومن هذا الفكر انطلق الفنان الإفريقى الأمريكي معبرا عن هويته ، مستخدما الرمز فى الكثير من لوحاته الجدارية للتعبير عن نفسه و أصله و إفتخاره بالماضى الفنى لأجداده ، فاستلهم الرموز و الأساطير فى أعماله من الفلسفة البانطوية القديمة ، ومن هؤلاء الفنانين الفنان ( أرون دوجلاس – Aron Douglass )، و الفنان ( جون بيجرز – John Biggers ) ؛ اللذان قاما بالعديد من الرحلات إلى إفريقيا لمعرفة المزيد عن الحياة الإفريقية و الفن و فلسفة البانطو القديمة – تلك الفلسفة – التى كانت ثمرة للمواهب الإنسانية منذ أقدم العصور .