الخلاصة:
يشيرشكل الدائرة إلى الأبدية والاستمرارية والديمومة ، فهي ليس لها بداية أو نهاية ، وفي كل الثقافات فإنها تشير إلى الشمس أو الأرض، الكون والكواكب، وتستخدم أشكال الدوائر للإشارة إلى أشياء مألوفة مثل الإطارات، والكرة و العديد من أشكال الثمار، فالشكل الدائري يشير إلى الكمال.
تعددت الوظائف والمفاهيم للشكل الدائري؛ فالدائرة لها تاريخ في الكثير من الحضارات والديانات فقد كان لها قدسية خاصة في الديانة الأيزيدية في العراق قديماً وحتى الآن، وكذلك جاءت دائرة المندالا الهندوسية تشير إلى السلام الروحي والارتقاء بالإنسان، وأيضاً حضرت الدائرة في الجداريات الفرعونية على هيئة الشمس (الإله رع)، كما ظهرت- الدائرة- في عدد كبير من اللوحات الأوروبية ما بين عصر النهضة والقرن التاسع عشر للدلالة على المكانة العلمية للشخص أو مكانته الدينية فتظهر الهالة حول الرأس لتميز الشخص عن غيره في العمل الفني، وفي الفن التشكيلي وخاصة في مدارس الفن الحديث، استخدمت الدائرة بقوة في الاتجاهات الفنية كعنصر أساسي في العمل الفني، فالمدرسة التكعيبية على سبيل المثال استخدمت الدوائر والأشكال الهندسية في تحليل عناصرها وتجريدها من التفاصيل للوصول لبعد جديد في مفهوم اللوحة، وأيضاً في أعمال كاندينسكي عندما بدأ في تأسيس الاتجاه التجريدي ، بالإضافة إلى ربط (لمسة الفرشاة الدائرية) بالطبيعة في أعمال( فنسنت فان جوخ).
اختلفت التفسيرات والقراءات الرمزية للدائرة كسطح يتم تطبيق التكوين الفني عليه في التصوير الجداري المصري المعاصر، فجاءت التكوينات الفنية متنوعة بين الأفكار الفلسفية والتعبير عن الطبيعة أو المشاعر الإنسانية أو أحداث عالمية أو الإشارة إلى تاريخ بلد ما، فاهتم الفنان المصري (محمد بنوي) بالتعبير عن الفصول الأربعة وما يحدث بها من ظواهر طبيعية في عمل فني أساسه الدائرة التي تشير إلى دوام وحدوث هذه الظاهرة كل عام، وكذلك غيره من الفنانين المصريين الذين أشارموضوع البحث إلى تجاربهم الفنية في معالجة السطح الدائري.