الخلاصة:
احتلت شخصية العبد الصالح الخضر -عليه السلام- مكانة كبيرة في قلوب المسلمين الهنود، وقد ارتبط الخضر في بلاد فارس والهند بالماء والطريق الصوفي المبارك والخلود، وقد نالت شخصيته تقدير بعض أباطرة المغول خاصة من يهتمون بالأفكار الصوفية، وانعكس ذلك على فن التصوير في العصر الإسلامي وبخاصة المدرسة المغولية الهندية، وكان لتصاوير الخضر رمزية عقائدية في بعض الأحيان وسياسية في أحيان أخرى، فكان يصور وكأنه رؤية أو حلم يبشر الأباطرة المغول بما يحلمون به، وقد سبق وصور الخضر في مدارس التصوير الإسلامية، وبصفة خاصة المخطوطات الفارسية، ولكن بمخزى مختلف، فصور ضمن تصاوير الإسكندر و ينبوع الحياة، وظهر وهو يصلي مع إلياس، أو ضمن مخطوطات قصص الأنبياء ويكون مرافقًا لنبي الله موسى عليه السلام. وتختلف المفاهيم والتصورات الشعبية في بلاد فارس ودول جنوب شرق آسيا عن غيرها في باقي أنحاء العالم الإسلامي، فقد دمج الفرس شخصية العبد الصالح الخضر -عليه السلام- ذات السمات الروحية والعلم والحكمة الإلهية مع التخيلات الشعبية للخضر- عليه السلام- بوصفه شخصية صوفية أسطورية بما أنه الوحيد الذي اكتشف ينبوع الحياة وشرب من مائه، وعرف الخضر بالتصور نفسه في الهند، وقد شهدت شخصية الخضر في المدن الواقعة بشمال الهند تبجيلًا يصل إلى حد إعطائه صفة التقديس والتأليه، هذا بالإضافة إلى دور الموروث الشعبي في الهند الذى كان له تأثير كبير في هيئة الخضر التي ظهر بها في التصاوير موضوع الدراسة.