الخلاصة:
يواجه النظام البيئي للمدن المصرية الكثير من التحديات التي قد تؤثر على الجوانب الحضرية والثقافية والإجتماعية والاقتصادية والبيئية. هذه التحديات تؤثر باستمرار على الحياة في المدن المصرية, فالموارد المائية محدودة، بالإضافة إلى زيادة عدد السكان، ونقص المساحات الخضراء، وارتفاع معدل تلوث الهواء والماء خاصة في المناطق السكنية الحيوية.
أثبتت الدراسات أن مياه نهر النيل آخذة فى التناقص مما قد يؤدي إلى تهديد وشيك بندرة المياه في مصر، لذلك فنحن فى حاجة ماسة لتعويض هذا النقص وذلك بإستخدام حلول غير تقليدية لإعادة تدوير المياه بطرق مختلفة. لذا كان لزاماً على الدولة المصرية السعي للحفاظ على مواردها المائية من خلال دعم مشروعات الأراضي الرطبة المشيدة التى أصبحت مثارنقاشات عديدة فى الأوساط الأكاديمية. تعتبر الأراضي الرطبة المشيدة واحدة من أكثر النظم البيئية الطبيعية لمعالجة المياه, فهي محاكاة اصطناعية للأراضي الرطبة الطبيعية وتحقق العديد من الفوائد مثل إدارة المياه والسيطرة على مياه العواصف والفيضانات وتحسين جودة المياه والهواء وزيادة التنوع البيولوجي والموائل، بالإضافة الى أن تكلفتها منخفضة وسهلة التشغيل فهي بديل عملى بالنسبة لأنظمة المعالجة التقليدية. ويُذكرأن هذه التقنية استخدمت فى مصر كأداة لمعالجة المياه فى مصرف بحر البقر لكنها لم تتعدَ كونها نشاط خاص بالزراعة، فالإستفادة كانت محصورة فى تنقية المياه واستخدامها للري والزراعة والاستزراع السمكي فالبحث يسعى لإستخدام الأراضي الرطبة كحدائق متعددة الأنشطة. فالعديد من الدول لديهم تجارب ناجحة ومتكاملة في هذا المجال. لذلك سيناقش هذا البحث الخبرات الدولية في إنشاء حدائق الأراضي الرطبة المشيدة وذلك للتعرف على أهمية ومعايير تصميم حدائق الأراضي الرطبة لتطبيقها فى مصر ويوصي البحث أيضا بإجراء مزيد من الدراسات في مجال الأراضي الرطبة المشيدة واستخدامها كأداة متعددة الوظائف.