تصاوير مخطوط رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا

Abstract

نـــجـــد أن إخــوان الــصــفـــا وخـــلان الــوفــــا هــم مــجــمـوعــة ســرَّانـــیـــة مــن الـــفـــلاســفــة المـــســـلــمـــین الـــعـــرب مـــن الـــقــــرن الــــرابـــع الهـــجـــری العـــــاشــــرالمــیــــلادی وهـــم الـــذیــن حــــاولوا أن یـــوفـــقـــوا بـــیــــن الـعـقـائـــد الإسـلامــیـة والــحــقــائـق الــفــلــســفـــیة الــمــعــــروفــــة فی تـــلـــک الأیـام . إن الـنــظـــریـــات الـــقـــائــمــة علی أن الــتــصــویــر الـــعـــربـــی قـــد إخـــتــفی بـــعـــد الـــغـــزو الــــمـــغــولی وحـــل مـــحـــله الـــتـــصویـر الـمـغـولی بــخـــصـــائـصــه الــــمـتــأثـــرة بــالــصـین وأســــیــــا لـــتـــصــبــح أمـــام نـــــظـــریة جــــدیـــدة تـــفـیــد إســـتــمـــرار الــمــدرســــة الــــعــــربـــیـة حــتـی بـعـد الـــغـــزو الـمـغـول لـــبــغــداد . مـع أن بـغداد مـا کـانـت یـومـاً مقـراً للـسلـطة إبـان حـکم الــدولـة الإیـلخانـیة ، فـإنـها لـم تــُهـجَـر واسـتمر تـمـتعـها بــدور سـیـاسی طـیلـة الـقرن الـثالـث عـشر ، وبـالـمثـل بــدور ثـقـافـی فـی إنـتـاج الـمخطـوطـات الـمصوَرة وغـیر الـمصوَرة . وتـنتمـی إلـی أواخـر الـقرن الـثالـث عـشر أیـضاً مـخطوطـتـان شـهیـرتـان ، إحـداهـما الـنـص الـموسوعـی لـ " رسائـل إخـوان الـصفـا وخــلان الــوفــا ". وقـــد جـــســـدنـــا أروع تـــجــســـید أســلوب مــدرســة بـغـــداد بــعـــد إکـــتــمـــال نــضــجـــه وتـــدفـــق حـــیــویــتــه الــخـــلاقــة رغـــم أنـــه فـــرغ مــنــهــمــا نـــهــایة الــــقــرن الــثـــالــث عـــشر . وقالوا أنهم إخـتــاروا القصة علی لسان الحیوان لأن ذلــک ( أبلغ فی المواعــظ ، وأبـــین فی الخطاب وأعجــب فی الحکایات، وأظــرف فی المسامع ، وأطرف فی المنافع ، وأغوص فی الأفکار ، وأحسن فی الإعــتــبار). وعمــدوا لـــذلک حمایة لأنــــفسهم نـتــیجة لــثـورتهم الصریحة علی الأوضـاع الإجتمـاعیة والأقتصادیة بل وحتی السـیاسیة السائدة فی عهدهم . أما مفهــوم الصداقـة عــند إخوان الصفا , وتعریـفــهم للـمودة والأخــوة , فــیمکــنــنا أن نوضحه فی الـنــقاط الــتالیة . لیس کل إنسان یستحق أن یکون صدیقًا : یُحذر إخوان الصفا أتـباعهم من الناس , ومن الغــرباء , فلیس کل إنسان یصلح أن یکون صدیــقًــا , ولیــس کل شخــص جــدیرًا بالــثــقـة والــمودة .