الخلاصة:
يقدم هذا البحث بعض الاتجاهات المختلفة في العمارة المعاصرة، بأساليب متعددة جمعت بين الموارد الطبيعية والصناعية، بعد أن كانت الطبيعة بالنسبة للإنسان هي مصدر التأمل والمعرفة فقط، لكن أصبحت الآن هي منطلق الأبداع في التصميم المعماري في المدن المستدامة، من خلال اعداد بعض البرامج التصميمية الجديدة حتي يحدث التكامل والتوافق البيئي، فمع تطور العلم الحديث والصناعة تطور معهما الفكر المعماري أيضا، حيث كان الانسان يسعي إلى تغيير الطبيعة في الماضي، من أجل تحقيق طموحاته وغاياته، مما أدى ذلك الي ظهور بعض المشاكل البيئية الكثيرة، في النصف الثاني من القرن العشرين، التي تتمثل في مشكلة تلوث الماء والهواء ومشكلة ارتفاع درجة حرارة الأرض «الدفء الكوني»، مما أدي ذلك الي استنفاذ بعض الموارد غير المتجددة، نتيجة عدم الاهتمام بالجانب الوظيفي لكل عنصر معماري مع المفردات البيئية، بالإضافة الي سيطرة بعض الاتجاهات الفنية الحديثة في المنظومة المعمارية، التي ساعدت في البعد عن الارتباط بالطبيعة، لكن تغير هذا الفكر التصميمي مع انتشار ظاهرة العمارة المستدامة، من خلال الحرص علي عمل تصميمات جديدة، تجمع بين المفردات البيئية والمعمارية المختلفة، من أجل الحفاظ علي الإطار الفكري الفلسفي المتكامل في بناء المدن العربية، حيث يتناول هذا البحث الحالي أحد اتجاهات التصميم المعاصر، من خلال الكشف عن بعض ايجابيات البيئة المستدامة كمدخل ابداعي في تصميم عمارة المدن العربية، كأحد الاتجاهات الحديثة في مجال الفكر التصميمي المعماري المعاصر، الذي يتضمن بعض عمليات تصميم المباني بأسلوب أبداعي يهتم بالعلاقة الإيجابية بين المبنى وبيئته، من خلال الاهتمام بمفردات البيئة في التصميم المعماري انطلاقاً من التفكير في أن المبنى المعماري يعتبر نظام بيئي مصغر يتفاعل ويتداخل مع النظام البيئي الأكبر، حيث يعتبر تصميم العمارة المستدامة من الظواهر الإيجابية، التي انصهرت فيها مكونات الثقافات المحلية والقومية المختلفة في قالب معماري معاصر، مما يتطلب منا البحث والتفسير والتحليل، حتي نتعرف علي ايجابيات هذه الظاهرة المعمارية في البيئة المستدامة، باعتبارها دليل مادي يواكب ثقافة العصر الحديث.
