الخلاصة:
ثار الكرماني بن على بخراسان وسيطر على مرو عاصمة الإقليم، وضرب بها الدراهم الفضية فى عامي 127هـ، 128هـ، وأضاف عليها هامش كتابي حوي لقبه ونسبه؛ نصه(مما أمر به الأمير الكرماني بن علي)، فى محاولة للإعلان عن انتصاره على حاكم إقليم خراسان نصر بن سيار وطرده من مدينة مرو، وهنا إبراز لدور المسكوكات كجهاز إعلامي واقتصادي وسياسي رسمي فى الدولة يستغله الحكام لنشر ما يريدون من أفكار وأسماء، ومن خلال دراسة هذه الدراهم وعددها ثمانية، تبينت لنا سياسة هذا الثائر وهدفه من ضربها، ومدي التزامه بالشكل العام للدراهم فى الدولة الأموية ومضمونها، وأوزانها.
وقد رصدت هذه الدراسة ما قام به الثائر الكرماني بن على من توثيق لسيطرته على مرو عن طريق ضربه للدراهم وتسجيله اسمه عليها تخليداً لهذا الحدث المهم، وهو ما يؤكد دور المسكوكات الهام فى تلك الفترة كجهاز إعلامي رئيس ورسمي لمن يسيطر على الحكم، وبما أن الذي وصلنا مُسجل عليه اسم الكرمانى من تلك الفترة فئة واحدة وهى الدراهم الفضية، كع وجود احتمال ضرب الفئات الأخرى من المسكوكات، إلا أن هذا يؤكد أن الكرماني اعتمد على الفئة النقدية الموجهة الى الطبقة الوسطى بالمجتمع وهذا يؤكد ذكائه وتحديده للمستهدف من المجتمع بشكل مقصود ودقيق.
ضرب الثائر الكرماني بن على الدراهم الفضية عقب سيطرته مباشرة على مدينة مرو وإخراج نصر بن سيار منها، حيث وصلنا نماذج من الدراهم التى ضربها بها سنة 127هـ، ذلك العام الذي دخلها فيه هو والحارث بن سريج ثم قتله للحارث، ويبدو أن الكرماني ضرب الدراهم وسجّل عليها اسمه فور انفراده بحكم مرو وتخلصه من الحارث؛ وقد تناولت الدراسة عدّة دراهم ضُربت باسم الكرماني بن على بمدينة مرو فى السنوات 127هـ و128هـ.