الميتافيزيقا الرومانسية لفن السريالية فى التصوير المعاصر

Abstract

إن الخيال هو عالم الفنان الخاص الذى يقوده إلى الإبداع، وهو الشكل الجديد الذى يعبر عنه الشعور من خلال الوعى بالذات، فهو التأكيد على التعبير الحر دون قيود. هذا ما ورثه الفنان المعاصر من فلسفة الاتجاه السريالى فى الفن، فلم تعد التركيبات الغريبة تجذب الجمهور، حيث التقدم التكنولوجى لأعمال السينما والالعاب الافتراضية، التى تقدم صوراً أكثر براعة وإدهاش. فلم يعد فى الصفوف الأولى مكان للخيال الذى انحرف إليه السرياليون. فقد طغت الثقافة الرقمية على كل جوانب الحياة، ودمرت المشاعر الإنسانية بين البشر، وأثقلت الإنسان بتحمل حروب الجيل الرابع والخامس؛ فعاد الفنان إلى ذاته ليجد منها مجالاً أكثر صدقاً للتعبير عن نفسه وآلامه ومعاناته وأيضاً أحلامه. لم يكن ذلك إلا إعلانًا أكثر حزماً لموضوعية الرومانسية عبر العصور، وكما أن رومانسية السرياليين هى نفسها لشعراء أو مفكرى القرن التاسع عشر فإنها تشكل بأساليبها وخياراتها الفنية أو السياسية شيئًا جديدًا جذريًا، ينتمي بالكامل إلى ثقافة القرن العشرين، وإن رومانسية السرياليين هى التحرر الكامل للإنسان، كذلك فإن الخيال الرومانسى فى التصوير المعاصر هو نفسه الميتافيزيقا الرومانسية لفن السريالية، والذى ينتمى لجذريتها الثورية ورفض الواقع. وقد يختلف عن الخيال المطلق والتداعى الحر، فالخيال هنا لا يتعامل مع المعنى الشكلى بل مع نظائره الفكرية. ويهدف هذا البحث إلى الكشف عن مظاهر الميتافيزيقا الرومانسية فى فن السريالية، كما يهدف إلى دراسة إمكانية الاستفادة من العلاقة بين الميتافيزيقا الرومانسية والخيال السريالى فى إثراء التصوير المعاصر، وكذلك رصد القيم الحسية والجمالية للخيال الرومانسى الذى يشترك فى جوهره بين السريالية والرومانسية.