الخلاصة:
تمثل السياحة أحد الأنشطة الهامة فى جمهورية مصر العربية ذات الأثر البالغ على الإقتصاد القومى لما بها من مناطق تتمتع بالجذب السياحى. ونظرا لإختلاف عوامل الجذب والأنشطة و إختلاف الثقافات وتنوع مواد وتقنيات البناء التى تختلف من بيئة لأخرى ، فقد حدث خلط بين الحضارات المختلفة فى تصميم المنشآت السياحية ، وأصبحت لا تنتمى إلى هوية معينة بذاتها ، كما تم إستخدام خامات مختلفة عن خامات البيئة المحيطة بها بل وتتنافر معها . وهنا تكمن مشكلة البحث فى الحاجة إلى تعزيز الهوية العمرانية فى المنشآت السياحية المعاصرة لقلة توظيف الموروث الثقافى ، وقلة المحاولات الجادة فى الربط أوالتکامل بين الأصالة والمعاصرة ، وضعف حلقة التواصل بين کل من العمارة والتصميم الداخلى والسمات الثقافية للمکان وعدم اللجوء إلى المتخصصين، وعدم وجود معايير تصميمية خاصة بكل منطقة حسب طبيعتها يتم الإسترشاد بها في تصميم المنشآت السياحية . وهنا ترجع أهمية البحث فى إلقاء الضوء على أهمية تفعيل التصميم البيئى لتأصيل الهوية العمرانية فى المدن السياحية ، والربط بين الموروث الثقافى الأصيل ومتطلبات الحياة المعاصرة . و لذلك يهدف البحث إلى توفیر آلیات واضحة لإحياء التراث وتأصيل الهوية في مجال العمارة والتصمیم الداخلى بالمدن السياحية من خلال إبراز ملامح وسمات البيئة الخاصة بكل مدينة ، والربط بين الجانب الثقافى للمجتمع وخامات البيئة المحيطة وصولا إلى التصميم البيئى الذى يعكس ثقافة وحضارة المجتمع و يساهم في تأصيل الهوية العمرانية فى المنشآت السياحية المعاصرة. وقد إتبع البحث المنهج الوصفى التحلیلى من خلال عرض نماذج من المنشآت السياحية بإحدى المدن فى مصر والتعرف على نمط وأسلوب التصميم المتبع بها . وتوصل البحث إلى بعض من النتائج أهمها إتباع الأسس العلمية والمعايير التصميمية و مراعاة المتطلبات الوظيفية و الجمالية والإستخدام الأمثل للموارد المحلية ومفردات البيئة المحيطة في تصميم المنشآت السياحية المعاصرة مما يؤدى إلى تميز كل مدينة بالتصميم المنسجم مع النسيج العمرانى لها و المتوافق مع البيئة وفق معطياتها. ويوصى البحث بضرورة إتباع المصممين النظم الجغرافية والإجتماعیة والثقافية والإقتصادیة التى تؤثر فى تصميم المنشآت السياحية وتعطى لها طابعا خاصا بها للحفاظ على الهوية العمرانية فى المدن السياحية.