الخلاصة:
يعتبر التراث الثقافي من بين المنابع الجوهرية التي تسمح لنا بمعرفة ماضينا وهويتنا، وتشهد عليهما تلك الشواهد الأثرية المكونة للتراث، ومهما كانت طبيعتها ووظيفتها فهي تكشف عن مرحلة من مراحل تاريخنا العريق، وللمحافظة على هذه الهوية ينبغي الحفاظ على هذا التراث بكل ما يحمله .
يزخر التراث الثقافي الجزائري بالعديد من الحرف والصناعات، المهددة بالزوال والمسح من الذاكرة الشعبية بفعل طغيان الصناعات الحديثة وقلة الاهتمام بها ، ومن بين هذه الصناعات : الصناعات الجلدية التقليدية ، والتي رغم طغيان المنتجات الحديثة إلا أن هناك بعضا من المناطق مازالت تحافظ على صناعتها بالأساليب القديمة ومنها المناطق الغربية والصحراوية من الجزائر مثلا تلمسان وجانت .
حيث تلعب الصناعات التقليدية دورا مهما في تنمية السياحة في الكثير من البلدان، فهي تشكل ما نسبته 10℅ من مداخيل السياحة حسب المنظمة العالمية للسياحة ، لذلك وجب على الجزائر أيضا أن تنهض بهذا القطاع وتوليه بعض الاهتمام لإشراكه في تطوير الاقتصاد الوطني .
تهدف الدراسة إلى التعرف على مختلف طرق وتقنيات والمواد المستخدمة في صناعة الجلود إضافة إلى المشاكل التي تعاني منها هذه الصناعة في بلادنا مع التركيز على تقديم حلول فاعلة من أجل النهوض بهذه الحرفة وترقيتها.
تعتبر هذه الحرفة رافدا محوريا في السياحة في البلدان الشقيقة كتونس والمغرب، فما هي التقنيات المستخدمة في صناعتها وما هي العقبات التي تقف حجر عثرة في تطويرها وتنميتها في الجزائر لجعلها موردا مهما في السياحة الداخلية والخارجية؟
تنتهي الدراسة إلى أنه بالرغم من الدور الذي تلعبه هذه الحرفة وغيرها في مجال الاقتصاد السياحي للبلدان السياحية ، إلا أنها في الجزائر تعاني من العديد من المشاكل وعلى رأسها الاهمال وقلة الممارسين لها وضعف الانتاج والتسويق .