الخلاصة:
مما لاشك فيه ان الفنون الإسلامية تميزت عن بقية الفنون بميزة استمدتها من العقيدة التى تقوم على التسامح والعدل مما أدى الى إزدهارها فى كل الأقاليم التى أنتشرت فيها دعوى الإسلام ، وإذا تم قياس العمل الفنى بقدر مايحتوى عليه من قيم جمالية لابمصدره او بمأخذة فيمكن القول بأن الفنون الإسلامية مهما تنوعت مصادرها أو أختلفت البقاع والعصور التى أزدهرت فيها أو الظروف التى أحاطت بها ، فإنها فى جملتها فنون تنتمى الى عقيدة واحدة وترمى الى هدف واحد وتستمد كيانها من إلهام واحد وهو الإسلام .
وحيث ان لعمارة العصر الإسلامى بريق قوى وتاريخ فريد من بين حضارات العالم الأمر الذى يواجه معظم الدارسين فى التصميم الداخلى لأن يستنيروا بضوء تلك الحضارات فتعود عليهم بالعلم المفيد والثرى لحياتهم ، ونتيجه لسيطرة العقائد الدينية على الأمم المسلمة فإن العمارة طبعت بطابع تلك العقائد والأديان خارجيا وداخليا وما التصميم الداخلى للمسكن الإسلامى إلا ترجمة لهذة المبادىء فى تراثنا المعمارى الإسلامى .
والمسكن فى العصر الإسلامى ماهو إلا وحدة مصغرة لحياة المجتمع إقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ويرتبط بمنظومة تحرك هذا المجتمع وكذلك فهو متأثر بقيم إجتماعية من عادات وتقاليد إنعكست بصورة مباشرة على التصميم الداخلى وتأثيث المسكن .
ونظرا لأن للعصرين المملوكى والعثمانى بمصر بلغ فيه تفاعل الإنسان مع بيئته ذروته من حيث تحديد وتخصيص العلاقات البيئية فى الفراغات الداخلية للمسكن على المستويين الرأسى والأفقى .كما أتضحت فى تلك الفترة الإلمام الكامل بالظروف والعوامل البيئية والتى أهلت المعمارى لتحقيق نجاح من الناحية الإيكلوجية فى إستغلال تلك العوامل وتوظيفها التوظيف الأمثل ومن عناصر معالجة الهواء والأمطار وكذلك تأثير الدين والتقاليد والأعراف والفصل بين الوظائف المتعددة فى المسكن الواحد وتحقيق إستقلالية كل عنصر وخصائصه المكملة له مع البقاء على تكامل العناصر المكونة للمسكن فى النهاية ككل متكامل