الخلاصة:
تقع هذه المنشأة الدينية الهامة في منطقه ذي مدينة بمدينة تعز الواقعة على بعد (۲۵۰ کم) جنوب العاصمة صنعاء (شکل
۲.۱
)، أنشأها السلطان الملك المظفر يوسف ، ويرجح بعض الباحثين أنها أسست في النصف الأول من حكمه (64۸ ه/ ۱۲۵۰م)، ثم جرت عليها بعد ذلك التجديدات والزيادات خلال العصور المتعاقبة، فقد كانت هذه المنشأة منذ إقامتها على مر العصور محور اهتمام الحكام. لأنها تقوم بدور الجامع الكبير في المدينة، كما أنها تعد من أقدم الأمثلة للمدارس المغلقة، فضلا عن أنها تمثل النموذج الأول الذي انتهجته عمارة كثير من المدارس الرسولية بعد ذلك
اعتمد تخطيط جامع ومدرسة المظفر علی صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة، أعمقها رواق القبلة، إذ تبلغ مساحته (۳۹٫۹۰
۱۵,۱۸۶
)، ويتألف من صدر وجناحين ، الصدر عبارة عن مساحة مربعة المسقط يتوسطها محراب وتغطيه قبة كبيرة مقامة على دعامات وعقود، أما الجناحان الغربي والشرقي فيغطي كلا منها عدد من القباب ، ثم توالت الزيادات والإضافات على هذه المنشاة. ويظهر ذلك جليا من خلال التمعن في تخطيطها الحالي، إذ نجد على امتداد الصحن في الناحية الغربية مجنبة بها بائکتان صغيرتان ذات سقف مسطح، أما الجهة الشرقية فقد أزيلت معالمها القديمة، ويقع فيها حاليا الحمامات (المطاهر) (شکل 3). |
تتميز هذه المنشأة بتكوين جمالي بديع ، إذ تبدو من الخارج بقبابها البيضاء المختلفة الارتفاع والمساحات وكأنها تسبح في السماء تحيط بها ألوان داكنة من المرتفعات الصخرية التي تقع خلفها.
لقد شاع استخدام القبة ذات المسقط الدائري في تسقيف المباني في العصر الرسولي، وذلك لتحقيق العديد من الأغراض المناخية والإنشائية. فهي تحد من الضغط الحراري في فصل الصيف لعدم تعرض سطحها بالكامل لأشعة الشمس أثناء النهار، فضلا عن إتاحتها حركة الهواء ما بين جزئها الداخلي المظلل والخارجي المعرض للشمس. كما تساعد على تخفيف الضغط على الأسس والجدران والعقود التي ترتكز عليها، بالإضافة إلى أن الأسقف المقببة