الخلاصة:
تحاول هذه الورقةُ البحثيةُ دراسةَ معايير التقييم المختلفة لأفلام الرسوم المتحركة المقدمة للجان اختيار المواد المرئية وتحكيمها، سواء في البرامج الأكاديمية أو لجان المشاهدة في قنوات التلفزيون أو المهرجانات السينمائية المتخصصة، ومحاولة طرح مُسَوَّدة تقريبية لأهم معايير تقييم أفلام التحريك، والتي قد يكون من المهم اعتبارُها في عمليات التقييم والانتقاء؛ لتحقيق الموضوعية والنزاهة في التقييم، أو على الأقل توضيح تلك المعايير للباحثين والجمهور.
ونظرًا لعدم وجود معايير موحده لتقييم الأفلام بشكل عام، والرسوم المتحركة بشكل خاص، فقد حاولت الورقة البحثية تناول النقد السينمائي كمدخل لموضوع البحث، انطلاقا من أن معايير النقد السينمائي التي تنطبق بالضرورة على أفلام التحريك، مع مراعاة الفروق التقنية بين الفيلم الروائي المصور والمتحرك.
وحيث أن الرسوم المتحركة أحد فنون السينما الأصيلة، والتي تأسست تاريخيا وتقنيا قبل بدء التصوير السينمائي للحركة الحية في أواخر القرن التاسع عشر، فإن اشكاليات التقييم والنقد السينمائي تنطبق بالتالي على فن التحريك، بالإضافة لاعتبارات التقنية التشكيلية إلى غيرها من القيم الفنية الأخرى التي يخضع لها فيلم التحريك، كعنصر السيناريو والاخراج وشريط الصوت والمونتاج والمؤثرات البصرية وغيرهم من عناصر الفيلم.
على أن فن الرسوم المتحركة كان أقل حظاً من السينما الروائية أو الحية من حيث الاهتمام النقدي. ففي الوقت الذي نجد فيه العديد من صفحات النقد السينمائية التي تفرد في الصحف والمجلات الدورية بالإضافة لمواقع النقد والفرز للأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة، فإننا نلاحظ قلة عدد نقاد فن التحريك المتخصصون على مستوى العالم وندرة مساحتهم الاعلامية، وهو مالا يتناسب مع اهتمام الجمهور وعدد المهرجانات والقنوات المتاحة لأفلام الرسوم المتحركة، بالإضافة لاعتبار الكثيرون من أصحاب المنصات الإعلامية والصحافية أن محتوى الرسوم المتحركة مخصص فقط للأطفال، ويعاملونه بقدر أقل من الجدية والاهتمام، مقارنة بالأفلام الحية.
ومن خلال استشراف أراء المختصون، نحاول الوصول لمقاربة لمعالجة مسألة النقد والتقييم لأفلام التحريك.