الخلاصة:
الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وأثني عليه كما هو أهله سبحانه الآمر بتدبر القرآن
بقوله جل شأنه:(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) وأشهد أن لا إله إلا الله أقسم بالقلم، وجعل ليلة القدر خيراً من ألف شهر وأعم.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، خير من تدبر القرآن
وعمل به، كما قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله
عنها لما سُئلت عن أخلاق النبي ﷺ قالت: ( كان خلقه القرآن ) فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك على خيرمن صلى وصام،
وقام ليلة القدر بالقرآن ، وأحيا لياليها حتى مطلع الفجر.
وبعد: فإنَّ المتدبِّر لآيات القرآن الكريم يجد نفسه أمام
معجزة خالدة هي القرآن الكريم يقف متأملاً ما فيه
من آيات الله وحكمه، وأمام دلالات وإشارات ذات
معاني عظيمة، ونجد الخطاب وروح الفهم حسب حاجة
الناظر فيها وفي معانيها، وكلٌ يجد نفسه أمام هذا القرآن
العظيم الذي لا تنتهي عجائبه ولا يَخلق على كثرة الرد
كنحل يتنقل من بستان إلى بستان ليجمع رحيقا مصفّى
وعسلاً لذة للشاربين.لذلك سوف نقف وقفة المتأمل بروح فكرية، لعلها
9
تخاطب عقول وقلوب الأمة في هذا الزمان الذي تطورت
فيه وسائل العلم والتلقي والمعرفة التي تؤثر في عقول
آخذيها كل بفهمه وذوقه، ونحن كطلاب علم الريعة
نحاول أن نقدم عرضاً جديداً ومداخلات شيقة للقراء،
في هذا الزمن الذي استهوتهم الحداثة في جلب المعلومات.
وسوف نطرح خواطر عن «سورة القدر » هذه السورة
التي يحتفي بها المسلمون، ولا نجد مسلمًا إلا يحفظها مثل
سورة الفاتحة، وذلك لأن لها شأناً عظيماً وعملاً مضاعفاً،
ولهذه الأهمية لسورة القدر سوف نستعرض دلالاتها
وإشاراتها، ذات المعاني العظيمة، فهي من قصار السور،
وكما يقال: صغيرة في مبناها عظيمة في معناها، ونقدم
للقراء مساهمة في دراسة علوم القرآن العظيم وسوره
10
المختلفة؛ لتجديد الطرح واستكمال ما سبق طرحه من
دراسات حول سورة القدر كي نجدد الطرح بروح
وفهم جديدين؛ وذلك لأن الدراسات القرآنية تتجدد
بتجدد الزمان وحاجات الناس الفكرية على حسب
الوقت الذي يعيشون فيه، لذلك سوف نسعى من
خلال هذا الطرح وهذه الدراسة إلى أن نشارك في
إبراز قيمة القرآن المعجز لكل زمان ومكان؛ لعلنا
نوفق في خدمة كتاب الله تعالى.