الخلاصة:
تنوع الثوابت والمتغيرات التى نقابلها فى حياتنا اليومية وتطبيقاتها المختلفة ولكن مما لاشك فية ان الثابت الوحيد الذى لا يخضع للتغيير او النسبية هو الله عز وجل (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) اما غير ذلك من الثوابت فبارادتة سبحانه وتعالى .
وكما ان الله هو الثابت الذى لا يتغير فقد وضع لنا قوانين كونية ثابتة لنستطيع الحياة والانتظام فى العمل من خلال هذه المنظومة مثل تعاقب اليل والنهار والجاذبية الارضية وغيرها من الثوابت التى وضعها الله لنستطيع الحياة واعمار الارض بها .
وبالعكس فان التنوع والتغير اعطى فرصا كبيرة للحركة والابداع والابتكار والتطور للانتفاع بهذه الثوابت لنتمكن من التعايش وتيسير الحياة فى وجودها . كما حدث فى التكنولوجيا الحديثة التى تقوم بدورها على بعض النظريات التى قد تتغير من بيئة لاخرى ومن زمان لاخر فى سبيل التطور وسرعه التقدم .
وبنفس المنطق فان الفنانين المسلمين قد حاولوا الافتداء بثوابت خلق الله لهذا الكون والتى كانت تعتبر منهجا لهم عن طريق محاولة تطبيق مواصفات محددة فى اعمالهم كل حسب تخصصه والتى كان منها :
الدقة المذهلة التى رأوها فى خلق الله وفى كل ذرة من ذرات الكون .
التناسق البديع بين مخلوقات الله كافة وعلاقاتها مع بعضها البعض .
التوازن الذى يبدو فى حركة الكواكب الكثيفة فى ذلك الفضاء الشاسع.
الترابط الذى نراه فى العلاقات المختلفة فى الحياة .
وقد نجح فن العمارة الاسلامية فى تحقيق التوازن بين الجوانب المادية والمشاعر الروحانية ، من خلال مجموعه من القواعد والاسس والتراكيب التى توصل اليها كل من المعمارى والفنان المسلم ، وامكنه من خلالها حل مشاكل البناء بحلول فعالة ، متوائمة تماما مع قيم وتقاليد حياته المستوحاه من عقيدته ، مع توظيف معطيات بيئته او جلب ما لم يكن متوافرا فى بيئتة وتصنيعة وتعديلة حتى يتوافق مع قيمه وثقافته .
ومما لا شك فية ان المناخ يؤثر بشكل كبير على خصائص الشكل المعمارى ووظائفه ،فمثلا فى المناطق الحارة قام المعماريون باستخدام عدة طرق وحلول فى المبانى للتقليص من وهج الشمس وحرارتها فيتم مثلا التقليص من مساحات النوافذ او استخدام الابهاء المسقوفة والشرفات البارزة ،والبروزات السقفية بحيث تلقى ظلالا طويلة على جدران المبنى .هذه الحلول والعناصر اضافت طابعا مميزا على العمارة فى المناطق الحارة كما حققت الراحة الجسدية كهدف واضح للانسان وايضا اضفت احساسا بالجمال والاتزان والترابط.
