الخلاصة:
كان لظهور الدين الإسلامي أثر عميق في تغيير وجه النظرة الجمالية لكل شيء في الحياة، حيث كان الفنان يهتم بالجوهر والاندفاع وراء المطلق للانتقال من المحدود إلى اللانهائية في أفق معنوي، يسمو بالنفس إلى عالم الجمال الروحاني، وقد كانت نظرة المسلمين إلى التذوق الجمالي لا تستند على الإدراك الحسي فحسب بل كانت ترتبط بما هو جميل، من خلال الإدراك الذهني الذي يكشف عن جمال المضمون، الذي يؤكد العلاقة المعنوية بين الفنان وببيئته، من خلال علاقته بالمسكن والمسجد حتي أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من روحه، التي أفرزتها معطيات البيئة، ومنها الخرط العربي الدقيق (المشربية)، الذي وصل إلى درجة عالية من الدقة والاتقان، حتي تميز بدقة التفاصيل بما يناسب العقيدة الإسلامية، وأصبح الخرط العربي من المنتجات الإبداعية ذات الأشكال الهندسية من أهم مميزات الحضارة الإسلامية، وباعتبار ان الفراغ يعد عنصراً هاماً من عناصر تكوين المشربية التي تتكون من مجموعة البرامق المخروطة بأشكال مختلفة.