الصورة الفوتوغرافية بين تصميم الملصق و التوعية لفيروس كورونا

Abstract

الصورة جوهر الفنون البصرية بما أنتجته من لغة جديدة استحوذت به على الطاقة البصرية لدى الإنسان، فاعتقلت عقله ومخيلته (مادي 2015). كما أشار أرسطو فالصورة تملأ الحياة وتغزو الأمكنة والأزمنة، فثقافة الصورة اقتحمت إحساسنا الوجداني لأن الصورة تؤثر تأثيرا عميقا في المتلقي، إنها تترك بصمة واضحة في مخيلته وذاكرته (الحميد 2008). و للصورة دور للتوعية و للوقاية من فيروس كرونا المستجدCoronavirus disease COVID-19) ) بصريا من خلال الملصق الخاص بالتوعية لمجموعة من نصائح للعامة لتصحيح المفاهيم المغلوطة (الغامدي 2007). من خلال الفكر والحس والرؤية يتم تحديد جوهر الصورة (سيرزسني 2003) كما في الشكل رقم ( 1 ) ملصق للتوعية يوضح تصميم لملصق لنصفين من الصور الشخصية النصف الأيمن لفتاة ترتدي الكمامة والنصف الأيمن لفتي يرتدي ماسك تنفس الأوكسجين ومكتوب باللغة الإنجليزية, أي قناع تفضل؟ وفي النصف الأيمن أسفل مكتوب كوفيد - 19حملة التوعية 2020وفي النصف الأيسر ارتدي القناع للمصلحة العامة. وترتبط الصورة بالخيال ارتباطا وثيقا فبواسطة الخيال ونشاطه تنفذ الصورة إلى مخيلة المتلقي فتطبع فيها بشكل معين وهيئة مخصوصة ناقلة إحساس الفنان اتجاه الأشياء وانفعاله بها وتفاعله معها (سيرزسني 2003). كما في الشكل رقم (2) والذي يوضح الخيال من خلال ملصق منفذ لصالح شركة للألعاب ليغو (مكعبات للأطفال) توضح طفل داخل غرفة يلعب بطائرة من المكعبات خلال نافذة مفتوحة ومكتوب باللغة الإسبانية، لا تخرج، حلق مع ليغو..الصورة الفوتوغرافية ليست مجرد أطار يجمع بين زواياه مجموعة من الأشياء الجميلة أو المرعبة التي لا هدف لها، فعالم التصوير فن له أسسه وعلم له قواعده وله استخداماته الجادة والهادفة في كثير من المجالات كالتعليم والطب والإعلام والمتعة وغيرها (أرمز 1992) كما في الشكل رقم ( 3 ). فالصورة لا تمتلك إلا وظيفتها لأنها محددة بغاية تتجاوزها، إنها مضمون بصري حامل لواقعة إبلاغيه بصرية من علامات ممتلئة على حد تعبير بارت (جاكوب 2006) أن قيمة الصورة تتمثل في الأفكار المتولدة عنها وهي علاقة الصورة بالمفهوم وقد سعي المصمم دوما إلى بناء صورة للفكر ولأولياته ، وفي ارتباط مع مادته الأصلية, فإن المفهوم يستدعي إدراكات ومشاعر جديدة تشكل الفهم غير الفلسفي للملصق(دولوز 1997). وفي وقتنا الحالي لعبت الصورة بأشكالها المختلفة دورا أساسيا في تشكيل وعي الإنسان المعاصر بأشكال إيجابية حينا وبأشكال سلبية حينا آخر حتى باتت تحتل مكانة كبيرة والوحيدة في التواصل مع الأخر , فهي تحمل جانبين متعارضين ومتكاملين هما ؛ الجانب الدلالي والجانب الجمالي أي ما يتضمنه الملصق دون قوله بشكل مباشر بل هو متجذر في ثنايا الملصق ورموزه الموحية (حسن, n.d.) للصورة جانبين جانب إخباري يصف ما تمثله الصورة، ويشير إلى الموضوع ،الصورة ذاتها. إخباري يصف ما تمثله الصورة وجانب رمزي يدرج الموضوع ضمن سجلات غير مرئية. حيث يتضمن الرمزي بكل امتداداته، التي لا يمكن أن توجد إلا في الذات الناظرة، القادرة على الكشف عن سياقات جديدة، ضمن سجلات غير مرئية في الظاهر(غويتي 2012).