الخلاصة:
نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي فـي مجـال الفنـون التـشكيلية فـي عـصر الحداثـة ومـا بعـد الحداثـة نتج عنه رؤى جديـدة غير تقليديه ليكتشف الفنان أشكالا وأبعـادا جمالية مـستحدثه للخامـة وللأسـاليب والتقنيـات والتوليـف والمـزج بينهما ليطلق الفنان للفكـر والبحـث عـن علاقـات جماليـة مبتكـره مصاحبة لفكـر وعـصر الحداثـة، ويعتبر فن النسيج من الفنون التي تطورت في الجانب التعبيري والجمالي، وظهوره برؤى تشكيلية معاصرة ارتبط بالفـن والقيم الجمالية والتكنولوجيا الحديثة. ليحقـق أعمالا فنية نسجية تتحقق فيها أبعادا جمالية وتشكيليه تجذب المشاهد إلى رؤيته. (عابدين2010، 253)، وفي السنوات الأخيرة تغير شكل العمل الفني النسجي ومضمونه، فتحـول المـسطح النـسجي ذو البعـدين إلـى ثلاث أبعاد والى مجـسم كامل الاستدارة، فأصبح النسيج اليدوي يحمل اتجاهات فنية متنوعة (إسحاق1996، 31).
ومع تطور التكنولوجيا أصبح هناك علوم جديدة تبحث في العلاقة بين الفنون والتقنيات، والفنون والبشر. فقد كانت راحة الأنسان هي الهدف الرئيس بجانب التذوق الفني، وكان من اهم تلك العلوم علم الأرجونوميكس ليساهم كركيزة رئيسية في خطط التنمية والتطوير، وتطبيقه في جميع مجالات الحياة للوصول لأعلى أداء انساني في استخدام الأدوات والمعدات في بيئة العمل بحيث تتلاءم مع طبيعة الإنسان وحاجياته كما يعتبر أحد مقومات التنمية المستدامة. وكشف العلاقة بين الشكل الجمالي والوظيفي للمنتجات والمعايير الأرجونوميه ومدى تأثير كلا منهما على زيادة الاقبال علي المنتج ورفع قدرته التنافسية (الهيبري 2016، 169-170). ولقد تطورت الدراسات المختصة بتحسين العلاقة بين الفنان وأدوات عمله والبيئة التي يعمل فيها، وتأكيد احتياجه للأمان والراحة، بغرض زيادة الإنتاج ورفع الجودة. وتعتبر النسجيات اليدوية من المجالات التطبيقية التي بدأت تعتمد علـى تطبيق معايير الأرجونوميه فـي بنـاء العمـل النسجي حيث تـرتبط ارتباطـا وثيقـا بـالتطور العلمـي والتكنولـوجي، وفي مجال النسجيات اليدوية بشكل عام والنسجيات المجسمة بشكل خاص ترى الباحثة ان هناك اهمية كبيرة لاستخدام معايير الأرجونوميكس في تصميمه وتنفيذه وهذا ما يتطرق له البحث الحالي.