الخلاصة:
لقد ظلت مصر محور التاريخ العلمي لثلاث آلاف سنة وخمسمائة سنة من تاريخ العالم البالغ خمسة آلاف سنة ومصر قد قامت بالدور الرئيسي على مسرح الحضارة العالمية بنسبة سبعين في المائة من تلك الفترة ولم ينقطع دورها الحضاري أيضا خلال العصرين المسيحي والإسلامي فهي التي منحت فكرة الرهبنة للعالم المسيحي وصاغت اللاهوت ، ولما أسلمت جمهرة المصريين الساحقة أصبحت قلعة العالم الإسلامي ولولاها لمحيت الحضارة الإسلامية من الوجود وتحطم كيان العالم الإسلامي بأسره فهي التي حمله من الصليبيين والتتار وصانت الثقافة وفي ربوعها ازدهرت ونمت وما يوصف بأن مصر قلب الإسلام وفكره حق ولقد ازدهرت الحضارة في مصر منذ سبعة آلاف سنه ولا تزال الأهرام تحمل الدليل الناطق على إعجاز منشئها الفني. ويقرر المؤرخ الألماني العظيم " أدولف أرمان" أن دراسة المنجزات الحضارية المصرية تؤكد أن المصريين عنصر فعال فنان قد سبق العالم بأسره بابتکاراته الفنية الرائعة وموارده البيئية والطبيعية الكثيرة والتي ساعدته على نشأة هذه الحضارة ومن هذا المنطلق نحن بصدد استغلال بعض الموارد البيئية الطبيعية بمساعدة علوم التقنية الحديثة حيث تمثل مشكلة هذا البحث لتطوير صناعة من أهم الصناعات المصرية في العصر الحديث والقديم ألا وهي صناعة الزجاج التي أصبحت مستخدمة في مجالات كثيرة في النواحي الفنية والجمالية أو النواحي العلمية والنفعية وخلافه. ففي المجالات الفنية المعمارية يستخدم في أعمال الزخرفة والفتحات المعمارية كالفسيفساء والزجاج المؤلف بالجص والأسمنت والزجاج المؤلف بالرصاص وخلاف ذلك من الأعمال الفنية المعمارية أما في المجالات العلمية فيستخدم في عمل الأجهزة المعملية والبصرية كالتليسكوب والأجهزة الطبية والعدسات وفي المجالات النفعية اليومية فستخدم في عمل الأواني والعبوات ووحدات الإضاءة واللمبات الكهربائية ولقد امتاز الزجاج عن غيره من المواد الأخرى بما له من مواصفات لا تتوافر في مثيلاتها من حيث أنه بلغ الحد الأدنى لمقاومة العوامل الجوية المؤثرة كالحرارة والرطوبة وأيضا مقاومته لتأثير المواد الكيميائية.