تقنيات البناء واساليب الحفاظ والترميم للمنابر الحجريه الاثريه

Abstract

ترجع كلمه منبر الى المصدر (نبر) بمعنى الارتفاع وانتبر الخطيب اى ارتفع على النبر لالقاء خطبه الجمعه وبعض المصادر العربيه كالطبرى ، بن الاثير ،السمهودى، والديار بكرى وغيرهم يرون ان المنبر قد دخل الى المسجد كعنصر معمارى فى عهد الرسول (ص) وذلك اما فى السنه السابعه او الثامنه او التاسعه للهجره. ويذكر الطبرى فى احداث سنه 7 هجريه وفى هذه السنه اتخذ النبي (ص)منبره والذى كان يخطب الناس علية واتخذه درجتين ومقعدا وقال : ويقال انه عمل فى سنه ثمان هجريه ، ويؤكد السمهودى وجهه النظر هذه بقوله " بان النبى (ص) كان يخطب على منبر من طين قبل ان يتخذ المنبر الذى صنع من الخشب ومنذ العصر الفاطمى وما تلاه من عصور تطور المنبر فى شكله بحيث اصبح يعلوه قبف فوق مقعد الخطيب تحتوى على عناصر زخرفيه قوامها نجوم واشكال هندسيه مصنوعه من قطع خشبيه صغيره وان هذا الشكل اصبح سائدا فى كل من مصر وسوريا وتركيا وفى العصر المملوكى اصبحت المنابر مطعمه بالعاج الصدف والاخشاب ذات القيمه العالية مثل الابنوس والماهوجنى وغيرها ، وتعتبر الاخشاب هى الماده الاساسيه التى استخدمت فى صناعه المنابر فى مصر وغيرها من البلاد الاسلاميه والى جانب ذلك استخدمت الاحجار فى بناء وتشكيل المنابر ومن الاحجار التى تم استخدامها على نطاق واسع لهذا الغرض الاحجار الجيريه والرخام بالاضافه الى استخدام حجر المرمر (الالباستر المصرى ) وقد استخدم فى عمل منبر بجامع محمد على بالقلعه ، ومن امثله المنابر الحجريه فى مصر منبر مدرسه السلطان حسن (1356م-1362م) ،صوره رقم1 وكذلك منبر جامع الامير شيخو الناصرى (750ه-1349م) بشارع الصليبيه ، وقد نفذ منبر جامع الامير شيخو من الحجر ونقشت فى جوانبه وقوائمه زخارف هندسه جميله كما زخرفت اعمدته وتيجانها بزخارف كانت ملونه ،صوره رقم2 ومن الامثله ايضا منبر خانقاه فرج بن برقوق بجبانه المماليك وهومنبر حجرى نادر المثال امر بانشائه السلطان قايتباى فى سنه 1483م صوره رقم3 ، وتتعدد ايضا امثله المنابر التى استخدم فى عملها وبنائها الرخام ومنها منبر مسجد سليمان باشا بالقلعه (935ه-1528م) ،يقع هذا المسجد داخل قلعه صلاح الدين انشاه سليمان باشا الخادم احد الولاة العثمانيين على مصر وللمسجد منبر من الرخام الابيض المحلى بزخارف محفوره فيه ،كذلك منبر مسجد الملكه صفيه بمنطقه الداوديه بشارع محمد على (1017ه-1610م) وقد تم بنائه من الرخام صوره رقم4 وكذلك جامع اق سنقر - ابراهيم اغا مستخفظان (747-748هجريه /1346-1347م) حيث يوجد بايوان القبله منبر رخامى جميل لبست ريشتاه بالرخام الملون كما حفر داربزينه وعقوده وخوذته بزخارف متنوعه ويتوج بابه كورنيش من المقرنص المشتمل على ثلاث حطات وله مصراعان من الخشب المجمع المطعم بالسن ومحفور بوسطها زخارف بارزه ،ويعتبر هذا المنبر اقدم المنابر الرخاميه القليله القائمه بالمساجد الاثريه بالقاهره ، صوره رقم5 ، وبالاضافه الى هذاه الامثله استخدم حجر الالباستر المصرى (المرمر المصرى )فى تشكيل وبناء منبر جامع محمد على بالقلعه وقد بناه محمد على باشا بداخل قلعه صلاح الدين فى الفتره من 1830م الى 1848م اما المنبر الواقع الى يسار المحراب فقد امر بعمله الملك فاروق فى سنه (1358ه/1939م) ،صورة رقم6 .