التكامل المعماري بين التشكيل القائم والمستجد

Abstract

إن العمارة هي أحد أهم أنواع الفنون التي تتميز بطبيعتها الخالصة بتعبيرها عن عصر تكوينها بما فيه من متغيرات سياسية واقتصادية وفكرية إلى جانب واقعها المادي البصري الذي يتعايش معه الإنسان ويتأثر به في جميع أوقاته ومن خلال جميع الأنشطة ، نلاحظ احتكاك الإنسان بالعمارة داخلياً وخارجياً . فالعمارة هي الفن الوظيفي الذي .( يحدد الفراغ الذي نعيش فيه والذي يخلق إطاراً تشكيلياً يحيط بحياتنا( ١ يقوم المهندسون المعماريون بإنشاء العمارة وتشكيلها ، ثم تقوم هي بدورها بالتأثير فينا، فالعلاقة هنا تبادلية، ومن هنا يظهر الدور الذي تلعبه العمارة بصرياً في تكوين الواقع الحضري وتشكيل البيئة المحيطة بنا ودورها في التأثير على سلوك الأفراد. وخلال الحقب السابقة تعاقبت على مصر العديد من الأحداث بداية من الفترة الحديثة والتي بدأت بتولي محمد على مقاليد الحكم في مص ر عقب الاحتلال الفرنسي لمصر وما تلتها من أحداث هامة وصراعات في فترة أسرة محمد على ثم مروراً ب الحروب العالمية الأولى والثانية ثم الحرب العربية مع إسرائيل ثم حريق القاهرة عام ١٩٥١ ثم قيام ثورة يوليو عام ١٩٥٢ ثم العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ ، ثم العدوان الإسرائيلي واحتلاله سيناء عام ١٩٦٧ ثم حرب ونصر السادس من أكتوبر، والتي بدأت بعده مرحلة الانفتاح والتنمية على كافة مستويات الحياة في مصر عامة وفي مجال الاقتصاد والعمران خاصة فشهدت مصر تقدماً حضارياً تطلب ظهور العديد من المشروعات والمباني والتشكيلات المعمارية ا لجديدة، وفي خلال ذلك تم العديد من محاولات الإضافات "المستجدة " إلى المباني القائمة والتي أثر بعضها بشكل سلبي على القيمة الجمالية لها، بعد ذلك أدى إلى فوضى في التشكيل، نتيجاً للامتدادات الأفقية أو الرأسية، فأصبحت تلك المباني كتالوجاً لعناصر ومفردات معمارية غير متوافقة ومتضاربة. وقد ظهر هذا النشاذ المعماري نتيجاً لأفكار معمارية مشوشة ومفهوم غير واعي أقتصر على "القص واللصق" من خلال الاستعارة العشوائية للعناصر التشكيلية دون الأخذ في الاعتبار للأصول التشكيلية للمبنى القائم وقد قوبلت تلك الامتدادات بالنقض سلبياً أو إيجابياً سواء من المتخصصين أو النقاد أو المستخدمين من المثقفين وعامة الشعب، حيث يأتي تعامل المجتمع بطبقاته المختلفة مع العمارة وتقييمه لها من خلال المظهر الخارجي لها معمارياً بما تحمله من أسس ومفاهيم تشكيلية وما تتضمنه من مفردات وعناصر تشكيل معماري. لذلك فإن نطاق البحث سوف يتناول علاقة التشكيلات المعمارية المستجدة والتشكيلات المعمارية القائمة ذات القيمة التي قد تؤثر بالسلب أو الإيجاب على الصورة المعمارية للتشكيلات القائمة.