الخلاصة:
لقد شجعت العقيده الاسلاميه على اقامه المدن والتجمعات الحضريه فى كل الاقطار ، ولم تكن مجرد ظاهره جغرافيه او تاريخيه فحسب ، بل كانت اولا وقبل كل شئ ظاهره دينيه امتزجت فيها القوانين الماديه بالقيم الروحيه الاسلاميه (م9 ص18،19) .
وتعتبر العماره منتج ثقافى ،حيث ان العماره هى احد روافد الحضاره ويمكن من خلالها قراءه التاريخ ، باعتبارها شاهدا على تتابع الاحداث وواقعها ، وهى اذن جزء من ذاكره التاريخ . والمسجد احد مفردات هذه الذاكره ، ولم يكن يوما مجرد مكان لاداء العبادات بل لعله قد جسد حياة الانسان المسلم ، وتاريخه تاريخ المسلم ، ماضيه مشرق ، وهولقيا المؤمين ومركز انطلاقهم منذ عهد الرساله وحتى وقتنا هذا (م4 1ص1).
وكان الغرض الاول من تشييد العمائر الاسلاميه هو ان تؤدى وظيفه معينه ، وكانت ذات طبيعه مرنه فقد قامت المنشاه الدينيه الواحده باكثر من وظيفه (الصلاه والتدريس والتصوف ) م5ص13 ، كما كان للخصوصيه اثر واضح فى ايجاد طراز مميز حيث تختفى الفتحات بالطابق الاول او تكون اعلى من مستوى النظر . واستخدمت فى النوافذ شبابيك من الجص او من الرخاملا محفوره باشكال هندسيه ونباتيه وكتابيه او بالزجاج الملون وهو ما عرف بالشمسيات والقمريات . وتتواجد الفتحات طبقا لاحتياجات وظيفه وانسانيه عديده ، منها الاستفاده من الاضائه الطبيعيه وتحقيق التلاؤم مع الظروف البيئيه ، ويفضل الزجاج الزجاج فى ذلك حيث يختلف نوع الزجاج المستخدم وطرق انتاجه وتوظيفه ، حيث تميز التراث الاسلامى على مر العصور بالثراء والتنوع فى جميع الفنون . وذلك كان اتجاه البحث الى اظهار اوجه التشابه والاختلاف فى تصميم وتنفيذ الفتحات الزجاجيه فى المساجد الاثريه بمصر .