الخلاصة:
الوحدة هى الأساس النظري والفكري لحضارة الإسلام، والفراغ الداخلى للمسجد هو أحد مظاهر الحضارة الإسلامية الذي
يتميَّز بالوحدة، تلك الوحدة تتسم بالروحانية المستمدة من العقيدة واللغة، ثم تحويل هذه العقيدة وهذه اللغة إلى تشكيلات
مختلفة نباتية وهندسية، بلغت في وحدتها حدًّا أبهر المفكرين والفلاسفة، كما بلغت في تنوعها وعالميتها الحدود الجغرافية
التي وصلت إليها الحضارة الإسلامية. وحيث أن الوحدة من أبرز خصائص الحضارة الإسلامية، وتتجلى هذه الوحدة في
الفراغات الداخلية للمسجد على اختلاف المناطق وتتالي العصور، فإن هذه الوحدة تبقى العامل الأساس في تكوين هُوية
الفراغ الداخلى للمسجد.
والسؤال هل تبقى تلك الوحدة أسيرة إتسامها بالروحانية من خلال المضمون العقائدى ولايمكن تفسيرها إلا من خلاله أم أن
هناك مضامين ومنطلقات اخرى يمكن الاعتماد عليها فى تفسير تلك الوحدة ؟