الخلاصة:
تعتبر مدینة غزة من المدن الإسلامیة العریقة التي تحتضن العدید من المعالم الأثریة والتاریخیة
عبر العصور المتعاقبة, مثل القصور والمساجد والمباني السكنیة والمباني الخدماتیة والمدارس
والتكایا والاسبلة وغیرھا. وتعتبر عمارة المساجد في غزة من العمارة الأصیلة المتجذرة في
عمق التاریخ ولاسیما العمارة المملوكیة, حیث حكم الممالیك بلاد الشام فترة طویلة من الزمن,
ازدھرت غزة من خلالھا بالمباني والمساجد المملوكیة ذات القیم الجمالیة العالیة. ویعتبر جامع
بن عثمان في منطقة الشجاعیة شرق مدینة غزة اكبر المساجد المملوكیة في قطاع غزة شاھدا
على الإبداع والجمال في عمارة الممالیك حتى یومنا ھذا.
یھدف البحث إلى تسلیط الضوء على أھمیة المسجد وفلسفة عمارتھ في الإسلام بشكل عام و
فلسفة الممالیك في عمارة المساجد بشكل خاص ثم توضیح مدى تطبیق ھذه الفلسفة على جامع
بن عثمان كحالة دراسیة, وبمعنى آخر یحاول الباحث الإجابة على السؤال: ھل حقق جامع ابن
عثمان المملوكي القیم الوظیفیة والقیم المعنویة للمسجد كما كان في عھد الرسول صلى لله علیھ
وسلم.
یتكون البحث من أربعة مباح ث , یتناول الجزء الأول مقدمة عن عمارة المساجد في الإسلام
بینما یتعرض المبحث الثاني للتعریف بمدینة غزة وما تحتویھ من مباني أثریة وعمارة مملوكیة
یتضمن التعریف توطئة حول الممالیك وأسس الحكم وفلسفة الإدارة لشئون الدولة في عصرھم.
اما المبحث الثالث فسوف یتناول الحالة الدراسیة جامع ابن عثمان في الشجاعیة موضحا
الوصف المعماري والتاریخي للجامع مسلطا الضوء على الأضرار التي أصابتھ ومدى حاجتھ
للحفاظ المعماري, ویبرز ھذا الجزء الفلسفة المملوكیة في عمارة المساجد ومدى تطبیق ھذه
الفلسفة فیھ, ثم ینتھي البحث بالجزء الرابع حیث یقوم الباحث باستخلاص النتائج والتوصیات
التي توصل إلیھا.