الخلاصة:
يعتبر التراث الفلسطينى مثله كمثل العديد من القضايا الثقافيه التى تحتل ذاكره الفلسطينيين بسبب اهميته التاريخيه وارتباطه بالهويه والجذور الفلسطينيه المهدده بالاندثار والتحويل لما تتعرض له من اهمال وهدم فى ظل الظروف الراهنه . هذا ويعد التراث المعمارى انجاز من انجازات الحضاره العربيه الاسلاميه ، وابداع من ابداعات بنيه واتقانا ، وتطبيقا وتنميه . وقد كان من اهم المعالم التى خلفتها هذه الحضاره المساجد الاثريه .
يتمثل المشروع فى تطوير واعاده تاهيل المسجد العمرى ببلده جباليا للحفاظ علي القيمه التاريخيه لهذا المبني باعتباره موروثا معماريا تاريخيا ، واعادة استخدامه كمركز ثقافى حضرى ليقدم الخدمات الثقافيه من دورات وورش عمل ومركز تحفيظ للقران الكريم ومركز حاسوب لجميع ابناء الحى المحيط .
وترجع اسباب التدهور الحاصل على المبنى من خلال التدخلات الخاطئه والتى شوهت القيمه الجماليه والتاريخيه له . والرغبه فى اعاده الصوره الحقيقيه لهذا الاثر التاريخي . حيث يقع المسجد العمرى فى قلب البلده القديمه لمدينه جباليا ، وبالقرب من سوقها الشعبى ويعرف بالمسجد الكبير . وقد بنى هذا المسجد عندما دخل الاسلام فى هذه البلده فى سنه ستمائه وسته وثلاثين ميلاديه ،ولقب بالعمرى نسبه للخليفه عمر بن الخطاب لان فكره انشائه تعود للعهده العمريه ، وهو على الطراز المملوكى القديم بمناره ظاهره ، وقد ظهرت لصالحه اوقاف عديده وردت فى الوثائق الرسميه عن ماموريه اوقاف غزه سنه الف وتسعمائه وسته وعشرين ميلاديه .
ولا يزال المسجد يحتفظ بتكوينه المعمارى وعناصره الفريده ومئذنته برغم السنوات التى مرت عليه ، ولكنه بالرغم من ذلك يعانى اشد ما يعانى من مجموعه اضرار سببتها اعمال الترميم الخاطئ عبر السنوات وذلك مثل القصاره الاسمنتيه والدهان بالجير وبكسوة الجدران بالسيراميك وردم ارضيته من الداخل . لذلك يحرص مشروع الترميم والتاهيل على ابراز المبنى بالشكل الذى يتناسب مع قيمته الحضارية والتاريخية . وقد واجهت فريق العمل جمله من التحديات والمشاكل والمعيقات اثناء التنفيذ ،وقد تم التغلب عليها ، لذا تسلط هذه الورقه الضوء على هذا المشروع وتبين ابعاده الثقافيه والفنيه ، املا فى تعميم الفائده ونشرها للمهتمين والباحثين .