الخلاصة:
كانت تلمسان فى عهد المرابطين مركزا للدراسات الفقهيه والكلامية واشتهر فيها عدد غير قليل من العلماء البارزين ،وقد اهتمت الدوله المرابطيه بالجانب العمراني واولته عنايه فائقه يشهد علية التراث المعمارى الديني الباقى حتى عصرنا الحاضر ، ومع ان المصادر التاريخيه تذكر ان الفن المعمارى قبل المرابطين كان يمتاز بالطابع البربرى البيزنطى ،الاانه بقدوم المرابطين وضمهم الاندلس الى المغرب امتزج هذا الفن بالفن الاندلسى المتميز ، وانتج فنا معماريا خليطا بين الطابع المغربى والاندلسى العربى حيث ظهر هذا المزج فى كل المبانى الاثريه بالبلاد وخاصه بمدينه تلمسان ،وكان للوحده السياسيه التى حققها المرابطون بين الاندلس والمغرب اثرا فعالا على المبانى الدينيه والمدنيه على السواء حيث جلب امراء المرابطون المهندسين والصناع من الاندلس واعتمدوا عليهم فى اقامه منشاتهم المعماريه .
وبالرغم من ان تلمسان عاشت فترات من الاضطراب السياسي والاجتماعى فى عصر الدوله الزبانيه الا ان المباني الدينيه قد شهدت نشاطا ملحوظا الى جانب ظهور عدد هائل من العلماء الذين تركوا تراثا علميا كبيرا كان له تاثيره على الحركه العلميه والعمرانيه فى تلمسان ،وبالاضافه الى ذلك كان هناك اقبالا على تشييد المؤسسات العلميه والجوامع والزوايا والمدارس التى شيدت على فترات متعاقبه ، وقد ظلت مدينه تلمسان طوال تاريخها على مر الدول المختلفه تحظى باهتمام الحكام والامراء فى النواحى العمرانيه والمعماريه مما نتج عنه امتلاكها لتراث معمارى حضارى يعكس مدى غنى وتفوق هذه العمائر فى كافه النواحى الفنيه والمعمارية .
ونظرا لقله الدراسات المقارنه بين التاثيرات المتبادله بين التراث المعمارى فى شرق العالم الاسلامى وغربه وقله انتاج الباحثين وعدم تعرضهم لمثل هذه الدراسات وما لهذا الموضوع من اهميه بين الدراسات الاثريه والحضارية سيتناول البحث دراسه العمائر الدينيه الباقيه بتلمسان منذ عصر المرابطين من الناحيه المعمارية والفنيه ، واظهار التاثيرات المختلفه والعلاقه بين العمائر الدينيه المغربيه بصفه عامه وبين نظيراتها بمدن المشرق الاسلامى مثل القاهره ودمشق ، وتوضيح مدى التواصل الحضارى بين هذه المدن فى ضوء التبادل الفنى والمعمارى من خلال ما تبقي بها من عمائر دينيه اثريه