الخلاصة:
يمثل الحوض موضوع الدراسة تحفة من التحف الفنية الأندلسية الهامة للغاية ، وذلك نظرا لوجود نص كتابي بالخط الكوفي المزهر،يزين حافة الحوض، ورد به مكان وتاريخ صناعة التحفة في قصر مدينة الزاهرة التي شيدها صاحب التحف المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، والذي كان حاجبا للخليفة هشام المؤيد، والحوض مزين بالزخارف الكتابية والهندسية والنباتية ، فضلا عن رسوم الطيور والحيوانات. وقد برع الفنان في تنفيذ زخارف هذا الحوض، الذي جاءت زخارفه النباتية تعكس بجلاء إبداع و عبقرية الفنان المسلم العامري الفتى الكبير، الذي حور رسوم تلك الزخارف النباتية تحويرا رائعا ، حيث حوت بداخلها على رسوم آدمية لرجال ونساء ورسوم حیوانات، لا ترى من الوهلة الأولى، ولكن بعد تدقيق النظر والتأمل الكبير بها ، ترى تلك الرسوم الآدمية والتي عكست بجلاء الظروف السياسية في تلك الفترة من تاريخ الخلافة الأموية في الأندلس. كما أنها عبرت أصدق تعبير عن نظرة الفنان للمجتمع الذي يعيش به، وكذلك عكست التحفة بجلاء العلاقة بين أشهر رجل، في تلك الحقبة التاريخية ،وأبرز امرأة في بلاط الخلافة الأموية الأندلسية وهما " صبح" أم الخليفة هشام المؤيد ، وصاحب التحفة المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر،حاجب أبنها الخليفة.