الخلاصة:
تميز الفن الإسلامي دون غيره من الفنون الأخرى باستعمال الكتابة العربية كعنصر زخرفي في أعماله الفنية ومنتجاته التطبيقية لما تميز به من جمال ومرونة و قابلية للتشكيل مما يبرهن القدرة والبراعة والأصالة في الابتكار لم تكن موجودة من قبل فهي من الدلائل التي تيسر على الإنسان التعرف على المنتجات الفنية الإسلامية.
وتعتبر المسكوكات العملات الإسلامية شاهدا علي الحضارة الإسلامية، فهي وثيقة هامة للتأريخ لما تحمله من معلومات هامة تتضمن أسماء الخلفاء و كذلك المكان وسنة الضرب وسمة الحكم، وهي أيضا ظاهرة فنية هامة من ظواهر الفن الإسلامي حيث أن الكتابات العربية التي تظهر عليها مدرسة قائمة بذاتها للخط العربي بأنواعه المختلفة وتطور أشكاله، ويمكن اعتبار تلك الخطوط والكتابات على المسكوكات مؤثرا فنيا لمراحل تطور الفنون الإسلامية في كل قطر.
وقد تنوع استعمال الخط علي المسكوكات الإسلامية كعنصر تشكيلي مما أعطي لكل إقليم من الأقاليم الإسلامية شخصية خاصة به في إطار الشخصية الإسلامية العامة، كما نجد في الزخارف والكتابات علي المسكوكات الإسلامية أنماط من الخطوط تتسم بعضها بالحرية والانطلاق والرشاقة و إثارة لذة جمالية خاصة والبعض الآخر بالاستقرار والثبات الذي له جمال من نوع مميز... يستشعره العقل، كما تحقق فيها غرضان تشكيليان مهمان: الأول: أبداع نوع من الإيقاع نتيجة تبادل الظل والنور بين الأجزاء البارزة والغائرة، والثاني: إعطاء درجات متفاوتة من إحساس ملمسی من حيث الدقة والاتساع وما يحققه ذلك من إحساس بصري بالنعومة والخشونة، والتكامل الفني الذي يحدث نتيجة التنوع في الإيقاعات مع تحقيق الوحدة.