الخلاصة:
ارتبط الخزف بالإنسان وبالحضارات المختلفة منذ فجر التاريخ ، وقد تميز بتنوع خاماته وتقنياته ومنتجاته واستخداماته، وقد إزدهرت الصناعات الخزفية في عصر الحضارة الإسلامية وانتشرت بشكل كبير في شتى أنحاء العالم الإسلامي ، بحيث أصبحت جزء لا يتجزأ من العمارة والأواني والعادیا۔ من الاستخدامات الهامة للحياة اليومية ، وقد تطورت التقنيات الجمالية الزخرفة هذه المنتجات بشكل ملحوظ حيث ارتبطت بعض التقنيات الحرفية الجمالية بالخرف الإسلامي، و كان من أهمها تقنية البريق المعدني والتي استمر استخدامها وتحقيقها على سطح المنتج الحربي بأشكال مختلفة وفي حضارات متعددة حتى عصرنا الحالي، والذي فسر بعض المؤرخون انتشارها في الحضارة الإسلامية بأنها أغنت المسلمين عن الأواني الذهبية والفضية التي لها حرمة في الإستخدام لبعض الأغراض كالأكل والشرب ، وتتميز تقنية البريق المعدني بتنوع ألوانها وتأثيراتها الفنية التي تضفي على المنتج الخزفي قيمة مضافة ، ومن هنا جاءت فكرة البحث في الإستفادة من تلك التقنية التي إشتهر بها الخزف الإسلامي ، وإعادة إستخدام تأثيراتها في تصميمات الجرافيك الحديثة ، والتي تمكن المصمم أن يبتكر أسلوبا جديداً يتميز بالتنوع والإختلاف وبالإرتباط بالفن الإسلامي ويتناسب مع شتى الاتجاهات التصميمية الحديثة ، وجعل منه منافسا قويا لسوق العمل الذي أصبح نسخة متكررة بنفس الأفكار في كثير من الأحيان ، ويعتبر البريق المعدني على السطح الخزفي من الأساليب المميزة للخزف الإسلامي على مر العصور منذ العصر العباسي حتى نهاية العصر المملوكي ، وقد انتشر في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وللألوان المعدنية أهمية خاصة في تاريخ الخزف الإسلامي إذ أنهما أبرز وأرقى أنواعه ، وكانت محل بحث وفحص دائما ، وازدهرت نتائجها في مصر في العهد الإسلامي ، وثبت أنها كانت نتيجة جهود وإبتكار الخزافون المسلمون ، الذين جاءوا إلى مصر عند الفتح الإسلامي وظل إنتاجها يمارس قرونا عديدة وصولا إلى الخزف الحديث . ومن هذا المنطلق فإن البحث يهدف إلى تحقيق التأثير بين الفنون الحديثة والمعاصرة وبين فکر وفلسفة الفنون الإسلامية .