الخلاصة:
يتناول البحث التأثير المباشر والغير المباشر لحضارة فنون و عمارة الشرق بلاد عربية كانت أو إسلامية وإنعکاس هذا التأثير على الهوية المعمارية المحلية الغربية، من خلال دراسة الأشكال والنظريات التصميمية واتجاهات بعض المصممين الأوربيين خلال القرون المتعاقبة الذين أبرزوا العلاقة الثابتة بين العمارة والمجتمع في معظم أعمالهم، فبنوا عمارة أنيقة منتظمة ومتناسقة القياسات والنسب وأحسنوا تعليقها بمفردات موروثة و مكتسبة، فأنتجت ما يسمى بالطراز المعرب وشهدت الحقبة الاستعمارية التفاتات من لفيف من المعماريين الغرباء الذين اجتهدوا في إحياء تراثنا المعماري، من خلال تیار ظهر في أواسط القرن التاسع عشر وابتدأ في مصر والجناح المغربي من الوطن العربي، حيث أطلق الفرنسيون على هذا الطراز من البناء أسم الحداثة ويمكن أن تطلق على هذا التيار تسمية "الطراز الغربي للعرب" ومنهم من حاول إحياء طرز العمارة الدارجة كالفرعونية و الإغريقية و الرومانية أو حتى القوطية في طرازها الجديد، ونادى القوم في بعض المناهج التي امتزجت بعضها مع بقايا طراز الباروك و الروكوكو حتى أنتجت Colonial و هو طراز انتقائي يدعى الطراز الكولونيالي الاستعماري يسبب تزامنه مع المرحلة الاستعمارية التي ابتدأتها فرنسا في الجزائر عام 1831 ، وتلتها دول المغرب بعد ذلك، حيث أعتمد التزيين على الخط المنحني ذي المنشأ التباني أو الهندسي وهو أستعراض للمهارة الحرفية من خلال استخدام مواد بنائية وتفاصيل دقيقة كما ظهرت العناصر المحمولة على (balcony بظهور عنصر الشرف كأحجار بارزة كعناصر تزيينية في الواجهات، فضلا عن الاهتمام بفكرة تأطيرالتوافذ وكان هذا تحديد لدور الحرفي وإعادة توظيف للأدوات المستعملة في البناء، ومع بداية الاحتلال الفرنسي الدول المغرب العربي خضعت هذه الدول إلى تناقضات أخلت بتوازنها مع بدء تنفيذ المشاريع الاستعمارية وأوجد فتاجة معمارية هجينة بين المدينة الأوربية والمدينة الإسلامية في المقابل نجد أن المتطلع إلى المباني في طليطلة و أشبيلية يرى مدى التأثير الحضاري الإسلامي في الأمم التي حلت محلهم، حتى أن المفردات المعمارية أتخذت ألفاظ وكلها تدل على أصالتها العربية مثل السطح (Alhoz) القصر (Alcosar) الطوب (Adbe مدخل البيت (Aleobe) محراب (Mihrap) منارة (Minaret) متير (Minbar المسجد Mosuqee كما أخذ رسامو أوروبا فكرة تزيين الأسقف بالصور الملونة، إلى درجة انتم نقلوا كتابات عربية زينوا بما الأسقف، رغم أنها ذات طابع اسلامي، حيث فرضت العمارة الاسلامية شخصيتها بالعديد من الظواهر مثل النوافذ المزدوجة، والعقود المنسوخة، والعقود ثلاثية الفتحات و الشرفات والكوابيل والأبراج، والقباب المضلعة، و الزخارف والمنحوتات الغائرة المتعددة الألوان، وغير ذلك من الأشكال والعناصر، كما سيتم البحث بإلقاء الضوء على بعض المعماريين في الغرب وتتبع منتجهم المعماري المتأثر بحضارة وفنون ومفردات العمارة في بلاد الشرق.