الخلاصة:
يعد الفن الإسلامي من أنقى وأدق صور التعبير عن الحضارة الإسلامية، بل مرآة ناصعة للحضارة الإنسانية ، حيث يعتبر الفن الإسلامي من أعظم وأكثر الفنون تأثيرا بين تلك التي أنتجتها حضارات العالم في القديم والحديث ، هذا التأثير لم يقف عند حدود الفنان العربي أو الاسلامي بل امتد إلى الفنان الغربي والأوروبي منذ عصر النهضة ، من خلال اطلاع الفنان الأوروبي على الفنون الاسلامية عبر الرحلات التجارية ورحلات الاستشراق ، والحروب الصليبية وزيارة الأراضي المقدسة في فلسطين .
فلقد مل الفنان الأوربي من فن يخضع للقاعدة والقياس ، ورأى في الفنون الاسلامية طريقة للتعبير عن موقف فني بريء يتصل مباشرة بعالم الفنان المجد وبصيغ تحمل أفكار جديدة. فكان الفن الإسلامي مصدر إلهام للفنان الغربي .
وخلال النصف الأول من القرن التاسع عشر زار الكثير من الفنانين والمعماريين المدن التاريخية في العالم الإسلامي، وأنجزوا لوحات ورسوما كانت بمثابة وثيقة للصروح المعمارية التي شاهدوها. صدرت تلك الأعمال في وقت لاحق في كتب تعد اليوم مراجع أساسية لمعرفة حال هذه الصروح والتحف التي تحتويها. ناهيك عن شهادات العديد من الفنانين والكتاب والفلاسفة الأوروبيون منها: فهذا «بیکاسو»، أحد أشهر الفنانين التشكيليين في القرن العشرين، يقول عن فن الخط العربي: "إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن التصوير، وجدت الخط الإسلامي قد سبقني إليها منذ زمن بعيد". من الطبيعي أن تصدر هذه الشهادة من «پیکاسو» لأنه نشأ في إسبانيا، وتغذي بصرياً على آثار الإسلام الموجودة في بلاد الأندلس.